الاثنين، 2 أبريل 2012

حكاية سيدة من مكان بعيد

المناضلة اون سان سو تشي تصنع التغيير

يقترع الناخبون اليوم في بورما في انتخابات برلمانية تكميلية تقود فيها اون سان سو تشي حملة إنتخابية لصالح حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية، بعد أن أمضت أكثر من 20 عاما في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية في بلادها ميانمار.18:10 | 2012 / 04 / 01

اون سان سو تشي

"أنباء موسكو" - تانيا منيف
و تحولت سو تشي لرمز للمعارضة في وجه المجموعة العسكرية الحاكمة، على مدى 20 عاما من فرض الأحكام عليها بالإقامة الجبرية، فبعد أن وفاة زوجها بعيدا عنها وابعادها عن ولديها، ازدادت المناضلة إصرارا على إحداث تغيير ديمقراطي في وطنها.
ومن الجدير بالذكر ان المناضلة السلمية سو تشي هي ابنة جنرال مناضل قام بمفاوضات أدت إلى استقلال البلاد عن المملكة المتحدة في سنة 1947، وتم اغتياله فيما بعد.
وقد غادرت بورما في عام 1960، لتنهي دراستها في جامعة أوكسفورد وتعيش في انكلترا. تزوجت في العام 1972، وانجبت ولدين ثم عادت بعد ثمانية عشر عاما من الغربة إلى وطنها عام 1988، لتؤسس حزبا معارضا هو "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية".
وبعد قيام زعيم الحزب الاشتراكي الحاكم في بورما بتقديم استقالته، عمت الاضطرابات البلاد، قادت على إثرها سو تشي مسيرة معارضة سلمية تدعو للديمقراطية، وصل عددها إلى نصف مليون معارض، ليتم وضعها تحت الإقامة الجبرية بعدها، ثم ليعرض عليها الإفراج عنها مقابل مغادرتها البلاد، لكنها رفضت الرحيل.
دخلت سو تشي الانتخابات البرلمانية في العام 1990، برئاسة حزبها لتحوز على 80 بالمئة من المقاعد، إلا أن النظام الحاكم تجاهل النتائج مما تسبب بموجة غضب عارمة عمت البلاد ولحقها استنكار دولي لتستحق سو شي بعدها جائزة نوبل للسلام في عام 1991، إلا أنها لم تتمكن من استلامها لرفض السلطات السماح لها بمغادر البلاد آنذاك.
وبقيت الأنظار الدولية تتابع مسيرتها النضالية وتلاحق أحكام الإقامة الجبرية بحقها، وكدعم خارجي منحتها السلطات الكندية في عام 2007، الجنسية الكندية الفخرية، وتحولت إلى رمز عالمي للنضال السلمي الداخلي.
ومنذ ذلك الحين قام المجلس العسكري الذي حكم البلاد لمدة عقود بحل نفسه في آذار (مارس) 2011، ونقل السلطة إلى حكومة وصفها بأنها مدنية، إلا أنها ما تزال تحت سيطرة عسكريين سابقين. ودعا "الفريق الجديد" الذي يرأسه الجنرال السابق ثان سين، اونغ سان سو تشي إلى العودة للعمل السياسي على أمل إضفاء المزيد من الشرعية على الإصلاحات التي يقوم بها والتوصل إلى رفع العقوبات الاقتصادية الغربية عن بلاده. وبهذا تكون المرة الأولى التي يسمح فيها للمراقبين الدوليين بالدخول إلى البلاد ومراقبة الانتخابات. حيث أن الحكومة نفسها مهتمة بفوز المعارضة في الانتخابات التي تراقبها الأسرة الدولية بدقة.
وعبرت اونغ سان سو تشي الجمعة عن أسفها لان الانتخابات ليست ديمقراطية حقا، لكنها دعت إلى المشاركة في الاقتراع لتغيير الأمور في الداخل، رغم محدودية عدد المقاعد المتنافس عليها، إلا أن فوز سوشي المتوقع والاعتراف به سيؤدي إلى تغيير ميزان القوى داخل البلاد.
جسدت هذه السيرة النضالية لامرأة باتت أسطورة في الصبر والنضال في فيلم "ذا ليدي" عن سيرتها الذاتية عام 2011، لعبت فيه الممثلة ميشيل يو شخصية سوتشي، إلا أن الفيلم لم يستطع أن يلقي الضوء على ما ستحدثه هذه الانتخابات من تغيير.



بورما والاسم الرسمي للدولة جمهورية اتحاد ميانمار هي احدي دول جنوب شرق آسيا. في 1 أبريل 1937 انفصلت عن حكومة الهند البريطانية نتيجة اقتراع بشأن بقائها تحت سيطرة مستعمرة الهند البريطانية أو استقلالها لتكون مستعمرة بريطانية منفصلة، حيث كانت إحدي ولايات الهند البريطانية تتألف من اتحاد عدة ولايات هي بورما وكارن وكابا وشان وكاشين وشن. في 1940 كونت ميليشيا الرفاق الثلاثون جيش الاستقلال البورمي وهو قوة مسلحة معنية بطرد الاحتلال البريطاني، وقد نال قادته الرفاق الثلاثون التدريب العسكري في اليابان، وقد عادوا مع الغزو الياباني في 1941 مما جعل ميانمار بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا واليابان، في يوليو 1945، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء أعادت بريطانيا ضمها كمستعمرة، حتى أن الصراع الداخلي بين البورميين أنفسهم كان ينقسم بين موال لبريطانيا وموال لليابان ومعارض لكلا التدخلين, وقد نالت استقلالها أخيراً سنة1948 م وانفصلت عن الاستعمار البريطاني. ويختلف سكان بورما من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، ويتحدث أغلب سكانها اللغة البورمانية ويطلق على هؤلاء (البورمان) وباقي السكان يتحدثون لغات متعددة ،ومن بين الجماعات المتعددة جماعات الأركان، ويعيشون في القسم الجنوبي من مرتفعات ،أركان بوما وجماعات الكاشين وينتشر الإسلام بين هذه الجماعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger