الاثنين، 15 أكتوبر 2012

النائب العام والاخوان



ارتباك بين الاخوان بعد خسارتهم معركة عزل النائب العام.. ويرفضون نشر تصريحات القوات الجوية بعيدها حسنين كروم




القاهرة - 'القدس العربي' احتلت مظاهرات يوم الجمعة في ميدان التحرير وما حدثت فيها من اشتباكات بين الاخوان المسلمين وشباب الاحزاب والقوى السياسية الاخرى على صحف السبت والاحد، وكذلك الازمة التي تسبب فيها قرار الرئيس محمد مرسي باقالة النائب العام وتعينه سفيرا في الفاتيكان، ورفض المستشار عبد المجيد محمود للقرار وتحديه له وعقد رئيس نادي القضاة احمد الزند مؤتمرا عاجلا في النادي النهري للقضاة، وقال للرئيس لسنا طنطاوي وعنان، واسراع نائب الرئيس المستشار محمود مكي للتدخل لحل الازمة وايجاد مخرج مقبول منها للرئيس، وهو ما حدث وان كان زميلنا وصديقنا والرسام الموهوب عمرو سليم قد ادعى ان مصر اصبح اسمها 'دقن ستان' ان مكتب الرئيس تعلوه يافطة مكتوب فيها 'الدقن اساس الملك '. بدلا من العدل وعلمنا منه بذلك في 'الشروق' امس والى بعض مما عندنا:

النائب العام هزم الرئيس مرسي

ونبدأ بأزمة النائب العام التي تم تدبيرها داخل جماعة الاخوان المسلمين ضمن تدابير اخرى تعتبر احدى قفزات الجماعة لاحكام سيطرتها التدريجية على مفاصل الدولة والسلطات، وايضا لتكون ضمن اجراءات يتم استغلالها شعبيا والتهليل لها للتغطية على الكارثة الاقتصادية التي ستضرب البلاد عما قريب، وبالتحديد بعد انتخابات مجلس الشعب القادمة.. عندما تتخذ حكومة الاخوان الاجراءات الاقتصادية الصعبة وتوقع حدوث ردود افعال عنيفة ضدهم وهو ما يتطلب اجراءات استثنائية يتم تمريرها على انها اجراءات تحقق مطالب الثورة.. وايضا للتغطية على فشل خطة المائة يوم صحيح ان الرئيس اعترف بانها لم تتحقق بالكامل ووصلت نسبة نجاحها الى ما فوق الستين في المائة، لكن الناس في الواقع لا يرون شيئا باستثناء تحسن نسبي في الامن، بالاضافة الى بروز تكتلات سياسية يعلن المشاركون فيها انهم يستهدفون انهاء سيطرة الاخوان ومنعهم من التحكم في البلاد ويعملون على تعبئة الناس في هذا الاتجاه.. اي ان هناك هدفا واضحا تتم الدعوة اليه بصرغ النظر عن مدى نجاحه او فشله، لكنه يخلق حالة من العداء للجماعة، ورغم كل ما ابداه ويبديه الاخوان والسلفيون من استهانة بما يحدث ومن ثقتهم في تحقيق الفوز في الانتخابات القادمة الا انه يمكن للمرء ملاحظة اهتزاز اعصابهم.. وسريان الخوف في صفوفهم ابتداء من قيادة الجماعة والحزب الى قواعدهم بان المرحلة القادمة ليست صعبة فقط وانما خطيرة جدا ولهذا لا بد من احكام قبضتهم على كل شيء لانهم لا يتصورون انفسهم خارج السلطة بعد ان امسكو بها لذلك كثرت التلميحات عن تفجير قضايا فساد جديدة وخطيرة والحاجة الى قوانين ثورية للحفاظ على مكاسب الثورة.
وكلما اقترب موعد الجمعة الثاني عشر من اكتوبر الذي حددته القوى السياسية غير الاخوانية والسلفيية ضد الاخوان واسمتها جمعة كشف الحساب واسقاط اللجنة التأسيسية للدستور.. ولذلك حددت الرئاسة نفس اليوم لالقاء الرئيس خطابا في الاسكندرية وبدأ الكلام عن نزول الاخوان في الميدان ثم جاء حكم محكمة الجنايات بتبرئة جميع المتهمين في موقعة الجمل وما احدثه من صدمة شعبية اسرع الاخوان لاستغلالها للنزول للتظاهر ضدها يوم الجمعة في ميدان التحرير لاحتلاله وحرمان القوى الاخرى من مظاهرتها ضدهم، ولاتهام النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بأنه السبب لتقديمه ادلة هشة للمحكمة ادت الى اصدارها حكم البراءة وللمطالبة ايضا بتطهير القضاء والعودة الى الاجراءات الثورية واقالة النائب العام.

كيف حاول الاخوان افشال موعد الجمعة الثاني عشر من اكتوبر

والذي يوضح ملامح هذا المخطط الذي كان يتم الاعداد له هو دس مفتي الاخوان الدكتور عبد الرحمن البر احالة النائب العام في ثنايا مقاله يوم السبت في 'الحرية والعدالة'وقوله: 'ما رأيك عزيزي القارئ فيما يفعله كثير من المنتقدين للرئيس الدكتور محمد مرسي حيث اتهموه بعم الثورية لانه قيل ان يخوض الانتخابات في ظل حكم العسكر وزعموا ان لن يسقط حكم العسكر ولن يسقط الاعلان الدستوري المكمل تنفيذا لصفقة مزعومة عقدها الاخوان مع العسكر ولن يقدم للثوار شيئا ولن يخرج معتقليهم من السجون ولن يتمكن من تغيير النائب العام ولن يحافظ على دماء الشهداء واذا بالرئيس مرسي بعد اناة وحكمة ومشاورة لاهل الرأي يفاجئهم في الوقت المناسب باسقاظ حكم العسكر الذي استمر نحو ستين عاما وبأسقاط الاعلان الدستوري المكمل وبالعفو عن كل الثوار المعتقلين والمحكومين وبتغيير النائب العام وغير ذلك من القرارات التي لم يكن غير مرسي ليقتحمها ويتخذها فتمتلئ الافواه ماء ويبدأ طابور الذين يلتمسون العيوب في اختراع عيوب جديدة والبحث عن شيء يستمسكون به لمحاصرة الرئيس التدليل على فشله والادهى ان بعض من كان يطالب الرئيس مرسي بالتعجيل باتخاذ هذه القرارات هم من انتقدوها او عابوها'.

تغيير النائب العام مخطط تدريجي للسيطرة على مفاصل الدولة

هذا معناه بصراحة ان تغيير النائب العام او اقالته هي ضمن مخطط تدريجي بدأ من مدة وجاءت مناسبة حكم قضية موقعة الجمل لتكون الفرصة ولم يكن ممكنا ان يقول البر ذلك الا اذا كان المخطط تم وضعه اولا داخل الجماعة والحزب والمقال تم تسليمه قبل ان بعرف الدكتور البر رد فعل النائب العام والا لقام بتغيير العبارة.. واما الذي لحق برفض النائب العام وعلق عليه في نفس العدد فكان زميلنامحمد جمال عرفه المسؤل عن القسم الخارجي وقوله عن مواجهة الرفض:'بغدما اعلن عبد المجيد محمود تحديه قرار الرئيس الضمني بعزله- ترقيته لمنصب سفير مصر في الفاتيكان ـ وتأكيده انه لم يتقدم باستقالته وانه باق في منصبه طبقا لقانون السلطة القضائية وبعدما دخل 'الزند' و'تهاني الجبالي' على الخط وشحنا القضاه في معركة مفتعلة ـ السلطة التنفيذية- و-السلطة القضائية ـ اصبح امام دعاة الاصلاح والرئيس مرسر خيارات اخرى يجب ان يلجأ اليها 'الخيار الاول': الآمن وهو اصدار قرار فوري لقانون السلطة القضائية المتضمن تحديد سن التقاعد ب65 سنة مما يؤدي الى خلو منصب النائب العام لأن المستشار عبد المجيد محمود ولد عام 1946 وسنه حاليا 66 عاما ومن ثم سيكون هناك حاجة الى تعيين بديل عنه. 'الخيار الثاني':
اقالة المستشارة تهاني الجبالي ضمنا وهي تصب النار على الزيت بتصريحات صحفية تشجع على رفض قرار الرئيس. 'الخيار الثالث': هو فتح ملفات النائب العام نفسه والتحقيق معه في الاتهامات الموجهة له من قبل ثوار ورموزالسياسة موفقا لقانون السلطة القضائية هو يخضع للمساءلة فقط من الجهات المنوط بذلك وهي المجلس الاعلى للقضاء والنقطة الاخيرة هي ما دعا اليها عدد من المحامين للتقدم اليوم السبت ببلاغ الى المستشار عدنان الفنجري القائم باعمال النائب العام ذد المستشار عبد المجيد محمود النائب العام يتهموه فيه بالتستر على رموز النظام السابق في قضايا فسادواخفاء ادلة تدين قتل الثوار.. لا اظن ان احدا يختلف على ان قرار الرئيس مرسي 'بالاقالة المغلقة' للنائب العام عبد المجيد محمود عبر تعيينه سفيرا في اصغر دويلة في العالم 'الفاتيكان' هو ضربة معلم، يدخل في سياق التغلب على منع القانون للرئيس من اقالته ومن ثم اللجؤ الى خيار سياسي يسمى 'شلوط لأعلى'!!'.

يجب على النائب العام الجديد فتح كل الملفات دون استثناء

وهذا تأكيد آخر لوجود مسبق للمخطط واكده ايضا رئيس تحرير مجلة 'اكتوبر' زميلنا احمد شاهين المرتبط اساسا بالجماعة والحزب بقوله: 'واذا كنا نتحدث عن الفساد المادي بكل مظاهره فان فساد القلوب والعقول هو الخطر الاكبر الذي نواجهه فما زالت الكثير من الافـــــكار والممارسات والآليات الممقوتة شائعة بيننا بدءا من الانفلات الاخلاقي ومرورا بفوضى الاعتصامات والاضرابات وانتهاء بالابتزاز السياسي الذي يمارسه بعض الساسة المعروفيــــن الذين يدعون الحرص على حقوق الشعب بينما الواقع يؤكد انهم حريصـــون على مصالحهم بالدرجة الاولى حتى لو تحقق ذلك على حساب مصر ومستقبل ابنائها.. وحتى تتطهر البلاد من اذناب الفساد يجب على النائب العام الجديد فتح كل الملفات دون استثناء حتى يعرف الناس من هـــــم الذين تسببوا في هذا الانهيار السيايي والمالي والاخلاقي بمن فيهم القابعون في السجون.. او من ينتظرون.. وعندما يطلب ان يكلف الرئيس الحكومة بوضع قانون جديد لحماية الثورة والمجتمع..فأننا نتوقع ان يشمل هذا التشريع انشاء محاكم ثورية ذات آليات وقوانين تتناسب مع روح 25 يناير'.

سر تحدي النائب العام لمرسي

ثم توالت التهديدات للنائب العام من عدد من قادة الجماعة مثل الدكتور محمد البلتاجي والقائم باعمال رئيس الحزب صديقنا العزيز الدكتور عصام العريان الذي نصح النائب العام بقبول المنصب الجديد- سفير في الفاتيكان- تجنبا لما هو آت. وقد اندهشت من تورط عصام في مثل هذه المعارك وبهذا القدر من الحدة غير المعروفة عنه والتي بدأت تظهر من مدة مما يكشف عن عنف وقوة التيار القطبي داخل الجماعة والحزب وعصام غير محسوب عليه، وانما على تيار المرشد الثالث المرحوم عمر التلمساني ومعه عبد المنعم ابو الفتوح والدكتور محمد حبيب صديقنا العزيز والنائب الاول السابق للمرشد العام السابق خفيف الظل / محمد مهدي عاكف، وكذلك صديقنا وعضو مكتب الارشاد السابق والمحامي مختار نوح والثلاثة خارج الجماعة الآن وبقي فيها من مجموعة التلمساني الدكتور حلمي الجزار.
واعتقد الاخوان ان مجرد صدور قرار الرئيس بالاقالة سيدفع النائب العام الى سرعة القبول به ويعلنون تحقيق نصر آخر مشابه لنصر اقالة طنطاوي وعنان واعضاء المجلس العسكري لكن توقعاتهم انهارت بسرعة شديدة وتلقوا عدة ضربات عنيفة ومتتالية: 'الاولى' ان قرار الاقالة الذي اعلنه مدير مكتب الرئيس الدكتور احمد عبد العاطي قابله النائب العام بالرفض القاطع، وقال انه متمسك بالبقاء في منصبه الذي لا يستطيع احد عزله منه الا مجلس القضاء الاعلى وباجراءات محددة لادخل لاي سلطة فيها، وانه سيذهب الى مكتبه كالمعتاد ويباشر عمله منه وكشف عن مفاجآت مذهلة قال انه لم يتصل باحد ولم يقبل منصب سفير في الفاتيكان وان وزير العدل المستشار احمد مكي اتصل به وحاول اقناعه بترك المنصب لكنه رفض ثم اتصل به المستشار حسام الغرياني رئيس اللجنة التأسيسية للدستور ورئيس المجلس القومي لحقوق الانسان وطلب منه القبول بل والمح اليه الى ان ذهابه الى مكتبه فيه خطورة على حياته وانه قد يتعرض للاعتداء عليه مثلما تعرض عام 1946رئيس مجلس الدولة المستشار/عبد الرازق الستهوري-عليه رحمة الله- فرفض بعد ان اعتبره تهديدا وهاجم عبد المجيد الاثنين بطريقة مؤلمة عندما عبر عن دهشته من ان اثنين من قادة تيار الاستقلال في القضاء يكون هذا موقفهما ثم قام بغمزة اخرى اشد خطورة عندما قال انه لا يخشى الاغتيال وهو ما مارسه بعض الجماعات في اشارة الى الاخوان وادى موقف النائب العام الصلب الى تجميع صفوف اعضاء النيابة العامة بقوة وكذلك القضاة الذين خشوا ان يقبل المنصب ويفتح اول ثغرة في قدرة رئيس الجمهورية على التدخل في عزل القضاه.

القضاء وجه خمس ضربات لمرسي والاخوان

والضربة الثانية جاءت من رئيس نادي القضاه المستشار احمد الزند الذي دعا الى اجتماع عاجل في نادي القضاه النهري وخطب مهاجما الرئيس والاخوان وكانت اخطر عباراته هي: 'احنا مش زي طنطاوي وعنان' وتوالت احتجاجات الاندية والقضاه الرافضة لاي تدخل من الرئاسة في شيءون القضاء.
والضربة الثالثة جاءت من التراجع السريع من الرئاسة ومن المسؤولين كل واحد ينفي ان هناك قرار بالاقالة انما عرض منصب السفير على النائب العام شفاهية فاذا قبل صدر واذا رفضه فهو حر ولا يعتبر ذلك تدخلا.
والضربة الرابعة جاءت بعد تدخل نائب الرئيس المستشار محمود مكي مع مجلس القضاء الاعلى لايجاد مخرج معقول للرئيس بان يقابلوه ويقدموا التماسا اليه بالابقاء على النائب العام في منصبه لان هذه رغبته ويوافق الرئيس ويعبر عن احترامه للقضاء وبذلك تنتهي الازمة دون اهانات لاحد والملاحظ ان كل مستشاري الرئيس ومعاونوه تمت تنحيتهم جانبا وتصدر للتوسط نائب الرئيس حيث لا تزال الثقة فيه موجودة وكان قد هاجم اثناء اجتماعه من عدة ايام مع رؤساء مجالس ادارات وتحرير الصحف عددا من مستشاري الرئيس لانهم يسيئون اليه وفجأة وكرد غير مباشر عليه اقترح احد اعضاء اللجنة التأسيسية للدستور الغاء منصب نائب الرئيس من الدستور.
واما الضربة الخامسة والاخيرة التي تلقاها الاخوان فكانت الاشتباكات العنيفة التي حدثت في ميدان التحرير يوم الجمعة بينهم وبين جماهير الاحزاب والقوى السياسية الاخرى التي دعت اولا لجمعة كشف الحساب وجاءوهم لافسادها بادعاء المشاركة فيها ضد البراءة للمتهمين في موقعة الجمل وبدأت المعركة عندما قاموا بهدم المنصة التي بدأت في مهاجمة الجماعة والمرشد وقاموا بمطاردة شباب الاحزاب والاشتباك معهم واصابة العشرات منهم الا انهم فوجئوا بتدفق حشود بشكل متتالي من جماهير هذه الاحزاب دخلت الميدان وهاجمتهم وطردتهم منه وادعت الجماعة انها امرت اعضائها بمغادرة الميدان وتجنب الاشتباكات بين قوى الثورة..دون اى اشارة الى قيامهم بهدم المنصة والبدء بالاعتداءات. كما تم احراق اتوبيسين وتدمير ثالث من الاتوبيسات التي احضرت الاخوان من احدى المحافظات وتعرض مقر حزبهم في مدينة المحلة الكبرى للهجوم.

ما لم تلزم الجماعة حدودها وقانونية العمل ستواجه عاصفة داخلية

وانا اعتبر المعركة التي حدثت يوم الجمعة اول طلقة تحذير للجناح المتشدد والمغرور داخل الجماعة، وللرئاسة ايضا وللجيش ولاجهزة الامن بأنه ما لم تلزم الجماعة حدودها وقانونية العمل وان تنزع من رأسها ومن عقول اعضائها انهم القادرون وحدهم على تحمل عئ المصادمات وممارسة العنف والقدرة على التنظيم والحشد واخافة خصومهم وكذلك الجماعات السلفية ومالم يوقفوا نهائيا خططهم للتغلغل في الجيش واجهزة الامن لاستخدامها ضد الخصوم كما يتوقع الجناح المتشدد فان القادم اسوأ.. وعلى الجميع ان يتخيل الآن ما الذي كان يمكن ان يحدث فيما لو توسعت رقعة الاشتباكات وامتدت الى شوارع المدن الاخرى واستمرت اياما. ما الذي كان سيفعله الرئيس هل سيأمر الشرطة بضرب الاخوان ام خصومهم وماذا سيكون عليه موقفها هل ستضرب خصوم الاخوان وتدخل في معارك معهم وتعرض نفسها ومراكزها للهجوم كما حدث من قبل واذا رفضت وعجزت ونزل الجيش فالى من سينحازبينما عقيدته الانحياز للشعب وعدم استخدامه اداة ضدهم؟

ما حدث يوم الجمعة جرس انذار للاسلاميين بان يلزموا حدودهم

لقد سبق وحذرنا الاخوان والسلفيين بان عنفهم لن يمر بسهولة لان الاخرين لديهم الجرأة والتصميم على الرد عليهم بالمثل ان لم يكن اعنف.. وما حدث يوم الجمعة جرس انذار لهم بان يلزموا حدودهم ويقتنعوا بأن الالتزام بقواعد واساليب العمل الديمقراطي الحقيقي..والالتزام بالقانون واحترام الآخرين هو الطري الاسلم للجميع.
والغريب في الامر انهم لجأوا الى تراثهم التاريخي في ارتكاب اعمال الارهاب والتنكر لها .. قتلوا عام 1946 القاضي احمد الخازندار واعلنوا براءتهم من القتلة واغتالوا في ديسمبر عام 1949رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا وتنصلوا من القاتل.. وحاولوا عام 1954 اغتيال خالد الذكر وادعوا في البداية ان من فعلها لم يستأذن ثم ادعوا فيما بعد انها تمثيلية، وتم كشف تنظيم سيد قطب عام 1965 بالصدفة واعترف سيد قطب وزينب الغزالي- عليهما رحمة الله - ثم ادعوا أنها مؤامرة لتصفية الاسلام .. نفس الاسلوب كرروه.. وادعوا في بيان لحزبهم انهم تعرضوا للضرب والشتم ولم يردوا على الاساءة وان من هدم المنصة بلطجية لا شبابهم وسارعوا بسحب عناصرهم من ميدان التحرير منعا للاشتباك رغم ان كل اجهزة الاعلام والفضائيات كانت تنقل كل ثانية صياحهم ـحرية..عدالة. مرسي وراه رجاله.. وهجموا على المنصة وهدموها وضربوا الشباب بعد ان سمعوا هتافا ضد المرشد العام.

الاخوان خانتهم شجاعتهم ولم يتجرأ احد على نقد تراجع الرئيس

والى بعض ردودالافعال ونبدأ مع الاخواني الذي يبذل جهودا لا بأس بها لينضم الى طائفة خفيف الظل وهو صاحبنا حمزة زوبع الذي كان عنوان بابه - ومصة- في 'الحرية والعدالة' يوم الاحد عبد المجيد سبع الليل قال فيه: 'خرج علينا مدعيا انه تعرض للتهديد والوعيد ولكنه ولانه بطل قومي قال له الزند .. انا معك مقاتلون.. فخرج سبع الليل على قومه في زينته وهو يهم بركوب سيارته متجها الى مكتبه بعد ان حشد المصورين من موقع وجريدة قائلا: لن اترك موقعي واذا ارادوا اغتيالي فليفعلوا.. لا اعرف من على وجه التحديد الذي يريد سبع الليل وكيف له ذلك ومن ورائه.. ابو زيد وابو عضل وابو ذراع.. وكل من باع بلده على مسرح القضاء وتاجر بدم الشهداء وينتظر عودة المخلوع المنتظر من جديد. لست من مؤيدي قرار ارساله سفيرا للخارج فهو اسوأ من يمثلنا واتصور ان الفاتيكان كان سيرفضه سفيرا لانه .. اي الفاتيكان.. لا يقبل المطاريد ومن لقظتهم اوطانهم،عقوبة مثل هذا الرجل هو بقاؤه في منصبه حتى تأتيه ساعة الاحالة على المعاش ومن بعدها يحال الى اقرب محكمة لينال جزاء ما فعل.الآن يحدثنا عن بطولاته وانه لن يقبل الاقالة ولا السقارة وانه مستعد للموت ان اراد القوم اغتياله..الموت بعيد عن شواربك فالمحاكمة هي آخر محطاتك ياكابتن'.
والآن قد عرفنا لماذا تراجع الرئيس عن قراره باقالة النائب بعد ان كشف لنا زوبع وهو ان بابا روما اوصى لوزير خارجية الفاتيكان رفض اعتماد عبد المجيد محمود سفيرا لانه من المطاريد ولا بد لاصحاب الديانات السماوية التضامن معا لمحاربتهم. لكن الذي لم افهمه هو شوارب النائب العام وكل صوره منذ اكثر من عشر سنوات لم نر له شارب فكيف رآه زوبع ؟ الواضح ان عينه تخرج اشعة تحت الحمرا لترى ما هو ينبت تحت الجلد؟
هل هذا مستوى في النقاش الم يكن من الاولى ومن الشجاعة ان يناقش تراجع الرئيس عن القرار؟ وبمناسبة التراجع فقد كان المانشيت الرئيسي لـ'الاهرام' في صفحتها الاولى غريبا جدا عليها وهو.'.الرئيس يتراجع والنائب العام مستمر' لأن 'الاهرام' اكثر قربا من مكتب الارشاد وحزب الحرية والعدالة فهل تعلن بذلك غضبهما على تراجع الرئيس. الله اعلم.. المهم ان الاخوان خانتهم شجاعتهم ولم يتجرأ احد على نقد الرئيس انما الجميع.. للخلف در.

لن يوجد بعد الان حاكم محصن من النقد والغضب والاحتجاج

ونتحول الى 'المصريون' اليومية المستقلة ذات التوجه الاسلامي لنكون مع رئيس مجلس ادارتها وتحريرها زميلنا جمال سلطان الذي ابدى عدم رضاه عما حدث بالقول عن مظاهرة الاحزاب والقوى الوطنية وقرار الاخوان المشاركة فيها: 'اذا كان من حقهم الكامل والمشروع ان يعبروا عن قناعاتهم بشكل سلمي وان يجهروا بغضبهم وتعلوا اصواتهم ويبعثوا برسالتهم كما يشاءون فقد فمنا بالثورة من اجل ذلك لهم ولنل وللجميع ولا يوجد ولن يوجد حاكم مقدس او محصن من النقد والغضب والاحتجاج وبالتالي كان مفهوما ان نزول الاخوان الى الميدان في هذا اليوم وهو قرار جاء متأخرا وفيه استعجال كان بهدف افشال هذه المظاهرة المناهضة للدكتور مرسي من حق الاخوان ان يتظاهروا في يوم آخر ويحتشدوا لاستعراض العضلات السياسية في اي يوم آخرا وفي نفس اليوم ولكن في مكان آخر تفاديا للتحرشات وانفجار العنف'.

البشري: ما يحدث تجاه النائب العام عدوان على السلطة القضائية

والى 'الاخبار' وتحقيق زميلنا هيثم النويهي وقول صديقنا والنائب الاول الاسبق لرئيس مجلس الدولة والفقيه القانوني والمفكر الاسلامي والمؤرخ المستشار طارق البشري: 'ما يحدث تجاه النائب العام عدوان على السلطة القضائية وان قرار اقالة النائب العام منعدم قانونا ويعبر على عدم فهم للقانون والسياسة'.
وكان البشري في تصريحات اخرى قد اشاد بالنائب العام وقال انه افضل من شغل هذا المنصب منذ خمسين سنة.
ونكتفي اليوم بهذا القدر من التعليقات ..وقبل الانتقال الى قضية اخرى نشرت الجمهورية امس في صفحتها الخامسة خبرا عنوانه 'مدير المخابرات القطرية في القاهرة' كتبه زميلنا حمزه الحسيني ونصه. 'وصل امس مدير المخابرات القطرية غانم بن خليفة بن غانم الكوبيس على طائرة خاصة قادما من الدوحة في زيارة تستغرق عدة ايام يبحث مدير المخابرات خلال زيارته لمصر مع عدد من المسئولين الملفات الامنية المتعلقة بالبلدين بالاضافة الى الاوضاع الحالية على الساحة الاقليمية والعالمية'.

دفاع عن المشير طنطاوي واشادة بدوره في انتصار الثورة وتماسك الجيش

والى المعارك والردود المتنوعة التي يضرب اصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء وستكون اليوم عن المشير والمارشال.. فقد تلقى المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق ورئيس المجلس العسكري الاعلى يوم الاربعاء- تحية حارة من زميلنا وصديقنا بـ'الاخبار' والاديب الكبير جمال الغيطاني بقوله عنه وهو حزين لما يتم تدبيره له: 'يبدو ان المشير طنطاوي يتعرض لعملية اغتيال معنوي تشبه تلك التي نالت من الفريق البطل سعد الشاذلي والذي جاء تكريمه بعد فوات الاوان، الشاذلي قاوم مجاهرا..كتب وتحدث ودافع عن نفسه، أما المشير طنطاوي الذي لا يجيد الكلام فمحاصر بصمته قبل الصمت الخارجي والذين يعرفون الحقيقة يخشون اعلانها لقسوة الضجيج الذي تتعدد مصادره سواء من المصادر الاخوانية او بعض التجمعات التي تتحدث باسم الثورة.وترغب من خلالها الآراء المختلفة فقط سأذكر بعض العناوين للعناصر التي تجعل من هذا الرجل رمزا وطنيا يجب احترامه وتكريمه حتى لا تتكرر مأساة الشاذلي مرة اخرى بطريقة مغايرة.المشيرطنطاوي عسكري مصري منضبط لم يعرف في حياته الا الجندية المصرية ولم يكن له تطلعات سياسية. حرص على تحديث الجيش والحفاظ على قدراته القتالية وطور المشروع الاقتصادي الذي يحقق الموارد المالية اللازمة بحيث لا يصبح الجيش عبئا على الدولة وللاسف لم يستطع توصيل حقائق هذا المشروع الى الرأي العام وتنفق حكومة الاخوان منه الآن لسد العجز في مجالات مختلفة. اتخذ موقف ضد التوريث وتحول الموقف الى عقيدة للجيش كله.رغم ان السلطة كانت بيده فقد امتثل على الفور لقرار الرئيس مرسي واحترم الشرعية. لكن يظل للرجل اخطاء منها عدم استيعاب ما جرى في يناير ولنا ان نتخيل لو ان الجيش اتحد مع شباب الثورة واتجه الجميع الى بناء مصر جديدة يكون الاخوان مجرد عنصر فيها وليس القوة المهيمنة المضادة لكل ما حفلت به الثورة.. لكنني ارجع الاسباب الى قلة الخبرة والى الدور الذي لعبته لجنة الدستور برئاسة طارق البشري والذي كان يجلسه المشير الى يمينه والى الدور الذي قام به اللواء ممدوح شاهين وثيق الصلة بالاخوان'.

كيف قتل المشير الثوار وهو من وقف بجوار الثورة؟

وفي اليوم التالي- الخميس- دافع زميلنا بـ'الجمهورية' عبد الرازق توفيق عن المشير طنطاوي بقوله عنه 'استفزني ما قاله طارق الخولي عضو حركة السادس من ابريل بشأن المشير حسين طنطاوي واتهامه بأنه من الفلول وانه قتل الثوار وزاده المهندس ممدوح حمزة مطالبته بسحب قلادة النيل من المشير لأنه عمل ضد الثورة والثوار. كيف يكون المشير هو من قتل الثوار وهو الذي وقف الى جوار الثورة وساندها ولبى مطالبها المشروعة واشرفت القوات المسلحة على اكثر الانتخابات نزاهة وشفافية في تاريخ مصر سواء الانتخابات البرلمانية او الرئاسية واخذت القوات المسلحة على عاتقها عدم الانحياز لاي فصيل او تيار او جماعة او حزب وان الصندوق اختيار الشعب هو الحكم والفيصل وان الجميع مصريون ويأتي من يأتي. وقد جاء البرلمان اسلاميا والرئيس من الاخوان المسلمين.اذن الرجل لعب دورا محوريا في الانتقال بمصر الى بر الامان وعدم استدراجها الى مستنقع العنف والسقوط مثلما يحدث الآن في سوريا وحدث في ليبيا واليمن والدماء هناك مازالت تراق دون دين او رحمة والتزم بما وعد وسلمت القوات المسلحة السلطة لرئيس منتخب'.

فطور صبحي صالح في نهار العاشر من رمضان

ومن المشير الى الفيلد صول وهو محامي الاخوان صبحي صالح الذي كان يحكي عن ذكرياته عام 1973عندما سمع بنبأ عبور القوات المصرية. وقال منذ عدة اشهر انه كان يتناول طعام الغداء مع احد الاصدقاء وانقلبت الدنيا لان احد قادة الاخوان اعترف انه كان يفطر في رمضان وكان صبحي من قبل في سلاح البحرية برتبة صول وذاكر حتى حصل على ليسانس الحقوق. وقال عنه زميلنا وصديقنا حمدي رزق يوم الخميس في 'المصري اليوم' بعد ان ضبطه في سقطة اخرى: 'في الذكرى الاولى لفطور صبحي صالح في نهار العاشر من رمضان اكتوبر 1973 الساعة اثنين وخمسة ظهرا فات على الدكتور مرسي العياط بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة تكريم الفيلد صول مارشال بحري صبحي صالح تقدير على جهوده الاستثنائية في الحرب. صبحي صالح افطر في نهار زمضان جهرة للتعمية على توقيت الحرب .جزء من خطة الخداع الاستراتيجي. القوات المصرية كانت تعبر القناة صياما الصول صبحي كان يفطر ويهلل ..رمضان جانا وفطرناله بعد غيابواوبقالوا زمان. الصول صبحي بث رولاخرسا على فضائية صدى البلد شكواه ونجواه وقال ان ما تردد عن فطوره في نهار رمضان غير صحيح لأنه يصومه منذ كان عمره عامين. سبحانه وتعالى قال في محكم آياته وفصاله في عامين ولم يقل صيامه. البطل صبحي يقتبس وصيامه في عامين. معجز من المعجزات كان البطل يصوم حتى الزوال ويرضع مع آذان المغرب كانت رضعته بلح في لبن. على قد سنانه اللبنية ناقص يقول قيامه في عامين. البطل كان يقوم الليل وهو مازال في المهد صبيا. ناقص واوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا. ياعم الحاج ياايها الفقيه الدستوري المعتبر ركز يامولانا. اللي يصوم في سن سنتين يصلي في سن سنة ويزكي وهو في اللفة'.
طبعاهذا ممكن جدا وانا اعرف بيبي صغير يختي عليه كان يفعل ذلك.

'الحرية والعدالة' تواصل تجاهل اخبار الجيش

ونظل في مجال الرتب العسكرية ونشيد ان جريدة حزب 'الحرية والعدالة' واصلت تعمدها تجاهل اي اخبار او موضوعات عن الجيش. فيوم السبت نشرت خبرا للمتحدث العسكري نفى فيه ما قيل عن خفض ميزانية الجيش ورفضت نشر خبر تفقد وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي احد تشكيلات الجيش الثالث وتصريحاته عن تماسك الجيش المصري. كما رفضت امس الاحد نشر تصريحات قائد الطيران اللواء يونس المصري بمناسبة عيد القوات الجوية بينما نشرت ثلث صفحة عن طائرة حزب الله بدون طيار التي طارت فوق اسرائيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger