الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

مرسي: مصر لا تعادي الغرب ولكن لن تكون تابعة له .. اذن كيف نتحرر من التبعية؟
الثلاثاء, 16 أكتوبر 2012 15:06
egypt_Mohammed_Mursi
اجرى صحفيان من صحيفة ( نيويورك تايمز ) الاميركية مع الرئيس محمد مرسي قبيل مغادرته الى نيويورك ليشارك في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة لعام 2012 حيث القى فيها كلمته ولست بصدد فحوى الكلمة التي القاها محمد مرسي في الجمعية
وانما انا بصدد اللقاء الذي اجراه الصحفيان مع محمد مرسي قبيل مغادرة مرسي الى نيويورك ابرز ما جاء في اللقاء بان مرسي صرح للصحفيين بان مصر لا تعادي الغرب ولن تعاديه ولكنها في الوقت نفسه لن تكون تابعة له .
توقفت كثيرا عند هذا التصريح بان مصر لن تكون تابعة له أي للغرب واي تبعية يتحدث عنها مرسي هناك تبعية واقعية تفرضها الظروف والوقائع ولن تنفع معها التصريحات مهما علت ومهما تكررت مثال على ذلك الازمة السورية ومن قبلها الازمات العربية الاخرى لم يستطع العرب معالجتها من دون تدخل دولي واليوم في الازمة السورية بسبب ان العرب كافة لا يستطيعون ان يصنعوا الاسلحة التي يدافعون بها عن انفسهم من بعضهم البعض لذلك فهم يشترون هذه الاسلحة من هذه الدول المتقدمة واذا ما ارادت الدول العربية التحرر قليلا من التبعية لدولة محددة تصدر لهم السلاح تتجه تلك الدول الى تنويع صادرات اسلحتها من دول عديدة ولكن يجب ان نكون واقعيين والسلاح المتقدم هو اما من الدول الغربية او من روسيا وفي المحن لا تختلف تلك الدول المصدرة للاسلحة مثلما حدث لانور السادات حينما اتجه الى روسيا ومنعت عنه قطع الغيار فاصبحت الاسلحة التي استوردها غي رذات قيمة وكان اللجوء الى روسيا مجرد للخروج من التبعية الضيقة ولكن لا تزال التبعية واقعة فمثلا الازمة السورية لم تستطع اية دولة عربية بمد الجيش الحر بالاسلحة التي اشترتها الدول العربية لمن تلك الدول لان هناك قيود على استخدام هذه الاسلحة ولا يحق للدولة التي اشترت السلاح ان تمد به اية دولة اخرى من دون موافقة الدولة المصدرة للسلاح لذلك هناك اشاعات من دول بان السعودية تشتري السلاح من اوكرانيا من اجل الثورة السورية ومد الجيش الحر به للتغلب والتحرر من هذه التبعية .
فهذه اكبر تبعية ومهما حاولنا ان نصرح بالتحرر من التبعية فان الواقع يكذبنا اذا لم نكن دول صناعية نصنع اسلحتنا بانفسنا وحتى لو كنا نصنع اسلحتنا فهناك قانون دولي يرتب مثل هذه الصراعات الدولية ولكن على الاقل تستطيع جامعة الدول العربية ان تساهم في حل العديد من القضايا العربية بالتفاهم مع المنظمات الدولية وليس بمناى عنها وتتحمل مسؤولية حل الكثير من القضايا العربية المعلقة والمزمنة مثل قضية السودان مع الجنوب ومع دار فور وقضية الصومال التي استمرت نحو عقدين من الزمان بلا حل .
فالحديث عن التحرر من التبعية بحاجة الى وضع استراتيجيات تنموية نحقق قول الله سبحانه وتعالى ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله ) فقدم الله سبحانه وتعالى القوة التنموية الشاملة التي يمكن من خلال تلك القوة التنموية صناعة الاسلحة التي تصبح قوة ردع لا قوة هجوم او اعتداء .
فيعتبر تصريح مرسي تصريحا سياسيا وليس واقعيا لان التحرر من التبعية غير واقعي ولا يمكن ان يحدث الا بتنمية اقتصادية وعلمية وتحول مصر الى دولة صناعية متقدمة تصنع سلاحها بنفسها وهذا كان دور عبد الناصر حينما سيطر على الحكم عزم على تنمية مصر ولكن الايدلوجية القومية التي مارسها وشجعه عليها القوميون العرب وكانوا يعتبرون بان عبد الناصر شعارا لها وبالطبع صدق جمال عبد الناصر تلك التطبيلات وانحرف عن مساره الذي رسمه لمصر عندما سيطر على الحكم ودخل في صراعات عربية وارسل الجيش المصري الى اليمن لمحاربة الملكية فخسر عبد الناصر حرب 1967 مع اسرائيل لان عدته كانت موزعة فكانت ضربة قاضية لمصر وللعرب حتى اتى انور السادات وابتعد عن الاخطاء التي ارتكبها جمال عبد الناصر وبالتحالف مع الملك فيصل استطاع هزيمة اسرائيل عام 1973 واستعاد سيناء باتفاقية كامب ديفيد التي نصبها له الغرب لفك ارتباطه بدول الخليج المصدر المالي الذي كان سببا في انتصار مصر في حربه مع اسرائيل عام 1973 ويجب ان يحرص مرسي في خطاباته وان يركز على التنمية الاقتصادية داخل مصر والدخول في تكامل اقتصادي مع دول الخليج ومع بقية الدول العربية لتحقيق شرط اعداد القوة التنموية ومن ثم القوة العسكرية بعيدا عن التصريحات الرنانة التي لا تجدي شيئا لا لمصر ولا للعرب ويتفادى اخطاء الرؤساء الثلاثة الذين سبقوه .
ويجب ان ياخذ مرسي العبرة من صدام حسين الذي نجح في بناء قوة العراق ولكنه لم ينجح في حماية هذه القوة وفقد العالم العربي اكبر قوة عربية هي العراق وسيخسر العرب قوة اخرى اليوم هي سوريا بسبب سياسات رعناء مارسها بشار الاسد قبل الازمة السورية بعيدا عن الامة العربية بحجة انه يقود محور الممانعة والمقاومة تحت المظلة الايرانية بينما ايران التي ترعى هذا المحور تقاسمت المغانم مع امريكا في العراق وهي السبب الرئيسي اليوم في تفتيت العراق وكانها تنتقم من صدام حسين في قبره .
د. عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب
استاذ بجامعة ام القرى بمكة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger