استاذ أزهري يتهم مرشد الإخوان بمحاولة احتلال مكان شيخ
الازهر.. دعوة الحكومة لمنع المظاهرات
حسنين كروم
2012-10-18
|
القاهرة ـ 'القدس
العربي' أبرز ما في صحف مصر امس الخميس كان التحذير الشديد الذي وجهه الجيش رداً
على ما نشرته جريدة 'الجمهورية' يوم الأربعاء من قرب صدور قرار بعد ساعات بمنع
المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق والفريق سامي عنان رئيس أركان حرب الجيش
السابق من السفر وكذلك قائد الشرطة العسكرية اللواء حمدي بدين بسبب التحقيقات التي
ستجرى معهم في البلاغات المقدمة ضدهم.
ايضا ارسلت القوى والأحزاب السياسية التي ستنزل اليوم إلى ميدان التحرير للتظاهر ضد الإخوان تحت شعار 'مصر مش عزبة' إنذارا للجماعة بعدم التواجد في الميدان، حتى لا تتكرر أحداث الجمعة الماضية، وقد أخبرنا زميلنا الرسام بمجلة 'صباح الخير' سامح سمير انه شاهد عجباً. عند اعتداء الإخوان بالضرب على ثوار الميدان، وهو جندي أمن مركزي يرمز للنظام السابق، وبلطجي من الإخوان ممسك بشومة وإشارة له بأنه النظام الحالي، وزيادة في تأكيد الخبر فقد جعلت المجلة الرسم على غلافها. ايضا استمرت موجات الغضب من مسودة الدستور بعد اكتشاف انها زادت من سلطات رئيس الجمهورية، لدرجة تعيينه أعضاء المحكمة الدستورية العليا ومنع الحصانة عن النائب العام وأعضاء النيابة. وإلى بعض مما عندنا: الجيش يرد على 'الجمهورية' ويحذر من يقتربون منه ونبدأ ببيان الجيش نصه: 'ان القوات المسلحة قادة وضباطا وضباط صف، وجنودا أعربوا عن استيائهم الشديد تجاه ما نشر امس ويتضمن إساءة بالغة لقادة ورموز القوات المسلحة، ان ابناء القوات المسلحة طالبوا وسائل الإعلام بتوخي الدقة والحذر في تناول الأخبار التي تخص القوات المسلحة لما لها من تأثير سلبي يمس امن مصر القومي'. كما نفى وزير العدل المستشار أحمد مكي ندب قاضي للتحقيق، وأسرع رئيس مجلس الشورى الإخواني الدكتور أحمد فهمي بإصدار قرار بايقاف رئيس التحرير وعضو مجلس نقابة الصحافيين الزميل جمال عبدالرحيم، والتحقيق في الموضوع، وسارع عدد كبير من الصحافيين وأعضاء مجلس النقابة بالدعوة للتصدي لما اعتبروه عدوانا من رئيس مجلس الشورى على الصحافة وأنه لم يسبق حدوثه في عهد مبارك، وشن عبدالرحيم هجوما على الإخوان وصرح لزميلنا في التحرير جمال عصام الدين ورباب نور الدين، بأن جماعة الإخوان كانت تريد منه أن يكون المنبر الذي تتحدث من خلاله ورفضت أن أكون أداة لهم، وأنه أحال الصحافي الذي جاء بالخبر الى التحقيق. واستمرارا لإظهار تحديها للجيش ولقيادته فقد رفضت صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' نشر البيان أو الإشارة للواقعة، ولم تنشر كذلك، خبر استقبال وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين الذي ذهب لتهنئته بعيد أكتوبر، وتضامنت 'الأهرام' معها، بأن نشرت الخبر بحجم صغير جدا في صفحتها الأولى - مدمجاً مع نفي مصدر قضائي ما نشر، وهو ما يعيد التأكيد على ان مصدر إصدار التعليمات واحد، قرارات الرئيس والأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءا ونبدأ الى المعارك التي لا تزال متواصلة مع الرئيس وضده، ولا تبدو في الأفق أي بادرة أمل في أنها سوف تتوقف عما قريب، وإنما هي مرشحة للاتساع والقوة نتيجة قرارات الرئيس والأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تزداد سوءا، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، قال زميلنا كاتب 'صوت الأمة'الساخر محمد الرفاعي: 'على طريقة الراجل اللي بيلعب في مناخيره بتاع أول طلعة دوية خرمت كاوتش العربية، واللي حالف برأس المرحوم ما يمتش إلا على فرشته القديمة اللي فيها ريحة ماما سوزان، استطاع الرئيس المؤمن الدكتور محمد مرسي أن يحول ببراعة فشله الذريع في تحقيق برنامج المائة يوم لأن الرؤساء خاصة المؤمنين منهم مثل الراجل أبو جلابية وشومة والدكتور مرسي ماشين بنور الله إلى سخرية من الشعب الصايع ابن القديمة الذي يركب الشيطان على أكتافه في الرايحة والجاية ولا يقوم لصلاة الفجر مع أن الولية المتلقحة جنبه خلقتها تطفش بلد، وبالطبع أخذ الحواريون والدراويش يضحكون على فكاهة السيد الرئيس ويكشفون رؤوسهم ويدعون كالولايا أن يحرق الله هذا الشعب بجاز وسخ، عشان الوطن يلبس العمة على نضافة بينما يغني كورس المشايخ الذين تفوقوا بمراحل على بتوع الحزب الوطني ولجنة السياسات، ألهف من كرش الوطن وهات، صلينا الفجر فين، صلينا مع الرئيس، لا سيدة ولا حسين، التجمع الخامس زين الزين، وكأن نفس المشهد المأساوي يتكرر بتفاصيله رغم مرور ثلاثين عاما. اليوم يخرج علينا الرئيس مرسي بنفس المنطق ليعايرنا بداية مثل سلفه أنه واخد السكة قياسة عشان يلملنا قرشين نطفح بيهم بدل ما احنا قاعدين نجعر زي النسوان، وأنه لا يعرف ما هو بدل السفر يعني سيادته لا يكلف الدولة شيئاً، يا دوب كام لتر بنزين 90 للطيارة والسلام ثم يعلن سيادته أن المعترضين قلة منحرفة، بس المرة دي تبع النظام السابق، إذاً، من يعترض على حلاوة ورواقة الوطن لازمن يكون عميل ويحق للمشايخ أن يختموه على قفاه بختم المرشد أو يبعتوه للداخلية تعمله عملية البواسير وتكسب فيه ثواب بدلا من أن يعتذر الرئيس عن فشل برنامجه المئوي، أخذ يسخر منا ويتهمنا ويعايرنا بإننا حرامية بنسرق الدقيق والبنزين والقباقيب كمان ويا سيادة الرئيس مصر دولة عظيمة بتاريخها وشعبها وليست مجرد زاوية تصلي فيها الفجر وتدعوا لنا بالهداية، أو أن يخسف الله بنا الأرض'. مرسي يحنث بقسمه احترام الدستور وفي اليوم التالي - الاثنين - قام زميلنا في 'الشروق' عماد الغزالي، بشن هجوم آخر ضد الرئيس قال فيه: 'ليست هذه هي المرة الأولى التي يحنث فيها مرسي بقسمه على احترام الدستور والقانون ولن تكون الأخيرة فلا الرئيس ولا جماعة وأخواتها من سلفيين وجهاديين وقاعديين وتكفيريين وغيرهم يحترمون القانون لأنه برأيهم قانون وضعي علماني كافر - سيواصل الرئيس دهسه للقانون إرضاء لجماعته واستجداء لصيحات أصحاب الناس الذين وصف أحدهم عبدالناصر في خطبة الجمعة الماضية بالسويس بأنه 'كافر' واعتبر السادات ومبارك ماسونيين وطالبنا بأن نبوس يد مرسي ورأسه وقدمه لأنه الرئيس الذي سيطبق شرع الله. والمتابع لأداء الرئيس خلال المائة يوم الماضية سيلاحظ أن لدينا في الحقيقة طبعتين مختلفتين واحد يتربص بالقضاء والقضاة ويقيل النائب العام غير القابل للعزل بحكم القانون الذي أقسم مرسي على احترامه، وآخر يعلن تقديره للقضاة ودفاعه عن استقلالهم، واحد يهين شيخ الأزهر ولا يوفر له مكانا في خطبة تنصيبه رئيساً للجمهورية ويحشد أنصاره من نواب البرلمان المنحل في الصفوف الأولى وآخر يهاتفه ليؤكد له احترامه لمكانته وأن ما جرى كان مجرد خطأ من موظفي المراسم، واحد يلقي القسم الرئاسي أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا ويؤكد احترامه لشيوخ القضاة الممثلين فيها، وآخر يلقي القسم الرئاسي أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا ويؤكد احترامه لشيوخ القضاة الممثلين فيها، وآخر يلقي بحكمهم القاضي بإلغاء مجلس الشعب في أول صندوق زبالة ويعلن عودة المجلس ونوابه، شطحات مرسي قبل الرئاسة أنكى وأشد لكنها تخصه ويمكن غفرانها باعتبارها ألاعيب انتخابية لكن شطحاته بعدها تخصنا، وقد يوردنا بعضها موارد التهلكة ولن يعدم طبعا دعم البلتاجي والعريان والبرنس وهتافات الغوغاء يصرخون يعلو الصوت، حرية، عدالة، مرسي وراه رجاله. من الصعب تصور أن الرئيس لا يمارس هذه المتناقضات بوعي كامل وإلا كنا إزاء حالة انفصام لا يليق أن يستمر مرسي معها رئيساً لمصر، الأرجح أنه يمارسها بوعي وأن هذا الارتباك والانفصام هو سمة غالبة في مطبخ الرئاسة'. رجال شرطة اعتدوا على اعتصام المعاقين وبعده بيوم - أي الثلاثاء - قفز زميلنا في 'اليوم السابع' وائل السمري - ليساهم بقدر ضئيل جدا لمشاركة إخوانه في مهاجمة الرئيس بقوله: 'لا أجد وصفاً لتلك الفئة الضالة من رجال الشرطة الذين اعتدوا على اعتصام المعاقين سوى أن أياديهم قذرة وقلوبهم صدئة ونواياهم خبيثة لم يتعلموا شيئاً من درس الثورة التي كان أول مطالبها مراعاة الحقوق الإنسانية ولم يدركوا أن السبب المباشر لقيام الثورة هو كثرة الانتهاكات الشرطية وتدخلاتها القمعية في الشؤون السياسية ولم ينتبهوا إلى أنه لا سلطة تنفع ولا رئيس يشفع، لا سبيل هنا إلى انكار هذا الاتهام ولا يعني فض اعتصام المعاقين أمام قصر الرئاسة سوى أن الرئيس محمد مرسي أصبح لا يخشى أحد ولا حتى يخشى الله عز وجل فقد تعدى مرحلة الاستبداد ودخل في مرحلة التجبر واستعذاب التنكيل بالشعب المصري وأبنائه من ذوي الاحتياجات الخاصة فأي شرع يأمرك يا سيادة الرئيس بأن تنكل بالمعاقين وأي شريعة تلك التي تريد تطبيقها وأنت ترى على بعد خطوات من قصرك المنيف معاقي مصر وهم يسحلون'. لا يُذكر النائب العام الا بالمصائب! وإلى معركة الرئيس وقراره إقالة النائب العام ثم تراجعه عنه، واستمرارها، وتعدد المواقف منها، وان كانت الغالبية الساحقة من المشاركين فيها ضد الرئيس ومستشاريه وضد جماعة الإخوان، وقليل جدا، معه ومنهم صاحبنا الذي لا اعرف ان كان محظور سابق وحاكم حالي، أم من الجماعات الإسلامية أو سلفي، وهو محمد يوسف عدس، صرخ يوم الثلاثاء في 'المصريون' قائلا عن المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة: 'الزند'، فهذا الاسم لا يطفو على سطح الإعلام إلا إذا كانت في جعبته مصيبة، لا يخرج عن السيناريو المبرمج عليه، فكان وراء مؤامرة المحكمة الدستورية لحل البرلمان ووراء حل اللجنة الدستورية الأولى، ووراء النزاع بين المحامين والقضاة في طنطا وآخر تجلياته تحريض النائب العام على رفض عرض الرئيس بالانسحاب الآمن والمجاهرة بتحدي سلطة الرئاسة وحشد قلة من القضاة في مظاهرة لتأييده خوفا من أن يحل مكانه، شخص آخر فينكشف الغطاء عن بؤر الفساد في المنظومة القضائية وتسقط رموزها وربما يقدمون إلى المحاكمة وقد يناله من ذلك نصيب'. وهكذا يقدم عدس نفسه للمستشار الزند على طبق من صيني، لشربه لأن نادي القضاة يجهز قائمة بكل الأسماء التي هاجمت القضاة والنائب العام، وتقديمها للنيابة. لا تغولوا السلطة التنفيذية على القضائية ثم نتحول إلى 'جمهورية' نفس اليوم لنكون مع زميلنا محمد عبدالحميد وقوله: 'اتفقنا أو اختلفنا بشأن شخص أو تقييم أداء النائب العام فإن ذلك لا ينفي أن هناك شرعية لا بد من حمايتها وقانونا ينبغي ألا ينتهك وسلطة قضائية من الخطر أن تتغول عليها نظيرتها التنفيذية ليس من قبيل 'امتياز' لأصحابها بقدر ما هو حفاظ على أحد أعمدة الدولة التي لم تعد تتحمل تصدعات جديدة، على كل حال كان ما كان لكن ما أتوقف عنده بمزيد من الحيرة ما رواه النائب العام من تفاصيل تهديد غير مباشر تعرض له لحمله على ترك مكانه، بحسبة جاء التهديد 'على التليفون'، ومن مقر رئاسة الجمهورية، ومن المستشارين أحمد مكي وزير العدل وحسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية للدستور الاثنان - وللعجب - كانا من قادة الدفاع عن السلطة القضائية وقادة تيار الاستقلال داخل القضاء'. لماذا لا يحترم الرئيس والاخوان الدستور؟ وقبل مغادرة 'الجمهورية' الى غيرها اعترض طريقي وأنا على السلم زميلنا صفوت عمران، وأخرج نسخة من نفس العدد قال فيها: 'إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تطالب باحترام الشرعية والدستور والقانون الذي جاء بمرسي رئيساً عبر صندوق الانتخابات فلماذا لا يحترم الرئيس الدستور والقانون الذين أقسم عليهما والذين يحصنان منصب النائب العام وأنه لا يخرج من منصبه إلا بالاستقالة أو الموت أم أن الرئيس لا يقرأ ومستشاريه لا يفهمون فيخرج أحدهم يعلن إقالة الرجل بل ويخرج آخر ويفسر صحة القرار ولا تمضي ساعات إلا بتراجع الرئيس ويعلن نائبه انه لم يتم إقالته وأنه باق في منصبه ليخسر الرئيس معركته الثانية مع القضاء ويظهر ضعيفاً مرتكباً ولحفظ ماء وجهه ثم إصدار بيان بأنه قبل التماس المجلس الأعلى للقضاء بالإبقاء على المستشار عبدالمجيد محمود لتخسر الجماعة وحزبها والرئيس ثقة الشارع'. يجب أن يقيل الرئيس فورياً من ضلله باقالة النائب العام ومن شارع رمسيس حيث مقر 'الجمهورية' الى الشارع الموازي، الجلاء حيث مقر 'الأهرام' وزميلنا جميل عفيفي، ونصيحة لا بأس بها وجهها للرئيس وهي: 'يجب أن يتخذ الرئيس قراراً فورياً بإقالة كل من ضلله وأعطاه فتاوى غير قانونية وذلك قياساً على إقالة مدير المخابرات العامة وقيادات في الداخلية على خلفية أحداث رفح، فما حدث في هذه الواقعة لا يقل عما حدث في رفح لأن قضية النائب العام ستؤدي إلى صراع بين سلطات الدولة، مما قد يتسبب في انهيارها كما يجب فورا تحويل كل من حرض على الاعتداء على النائب العام إلى النيابة للتحقيق في الواقعة لا يقل عما حدث في رفح لأن قضية النائب العام ستؤدي إلى صراع بين سلطات الدولة، مما قد يتسبب في انهيارها كما يجب فوراً تحويل كل من حرض على الاعتداء على النائب العام إلى النيابة للتحقيق في الواقعة وتوقيع عقوبات عليه لأننا نعيش في دولة مؤسسات ولا يمكن أن تنفذ القرارات بالذراع وللأسف لم يكن من المتوقع أن يكون مستشاري الرئيس هزيلا بهذا الشكل وأثبتوا أنهم مجموعة هواة غير قادرين على إدارة دولة بحجم مصر'. كيف غرروا بالرئيس فوقع بالخطأ أما زميله وصديقنا أشرف العشري، فلم يتراجع عن مواقفه نحو الإخوان والرئاسة، ولذلك كان طبيعيا أن يقول في نفس عدد 'الأهرام': 'هذا الخطأ ما كان يجوز لمؤسسة الرئاسة أن تقع فيه فمنصب الرئيس فريد من نوعه ولابد أن يكون لشخصه اسلوبه الخاص في الإدارة والحكم الذي يميز صاحبه، فاسلوب الصدمات الكهربائية للسادات والبلادة السياسية لمبارك لم يعودا يتفقان مع الواقع المصري الجديد أو المزاج العام هنا، قضية خلع النائب العام كان يمكن ان تعالج عبر الحوار المسبق مع مجلس القضاء الأعلى للاتفاق علي بديل أو خروج مشرف للرجل، ولذا بات على الرئيس أن يسارع بتغيير أو استبدال مستشاريه الآن قبل الغد، هؤلاء باتوا يتسببون في أزمات له وللوطن، فالرجل خسر معركتين في أقل من شهرين معركة الإصرار والقرار على عودة البرلمان المنحل ومعركة النائب العام حاليا فلتكن حذرا من الآن في كل قرار وخطوة إذا أردت أن تبلغ وتقضي بقية فترة الرئاسة دون مناكفات ومنغصات تجر الويلات على المنصب وصاحبه'. معركة التحرير: جويدة يطالب الدولة بوقف التظاهر والآن إلى بعض من ردود الأفعال على الاشتباكات العنيفة التي حدثت يوم الجمعة الماضية في ميدان التحرير بين عناصر الإخوان وبين ممثلي الأحزاب والقوى السياسية التي دعت الى جمعة كشف حساب المائة يوم للرئيس. وكان أعجب رد فعل لزميلنا بـ'الأهرام' والشاعر الكبير فاروق جويدة الذي قال يوم الثلاثاء وهو يرتجف حزنا على ما رأى: 'السياسيون الكبار يلعبون بشباب هذا البلد، ما حدث في ميدان التحرير كان نتيجة متوقعة للصراعات السياسية بين التيارات المختلفة وهي جميعا لا تخاف الله في مصر ولا يمكن أن تكون حريصة عليها، في الفترة الماضية اشتعلت المواجهة بين القوى السياسية أمام زعامات وأسماء لم تقدر المسؤولية كما ينبغي، إن المهاترات التي ارتفعت في تصريحات التيارات السياسية هي التي أشعلت الفتنة في ميدان التحرير وهي التي أراقت دماء هؤلاء الشباب، ما ذنب هؤلاء الشباب الذين اشتبكوا مع بعضهم وجهابذة الأحزاب والإخوان يشاهدونهم على شاشات الفضائيات وهم جالسون في بيوتهم بين زوجاتهم وأبنائهم، على كل أب أن يمنع ابنه من المشاركة في هذا العبث السياسي وحين نجد بيننا قيادات سياسية تدرك المسؤولية والأمانة يمكن أن نطالب الشباب بالخروج والتظاهر السلمي كما كانت ثورة يناير، إن ما حدث يفتح أبوابا واسعة لصراعات ومواجهات أكبر، ولهذا فإن الموقف يحتاج إلى قرار حاسم يمنع المظاهرات في الايام القادمة لأنه لا توجد ضمانات لأن تكون المظاهرات سلمية'. وفي لحقيقة فقد تعجبت من هذه المطالب، لأن معناها فرض حالة طوارىء، وأيضا قيام الآباء والأمهات بحبس ابنائهم في منازلهم، واعتقدت ان رقة الشاعر قد تكون وراء الاقتراح، ولكني اندهشت من انه لم يقم بإدانة الإخوان الذين انزلوا عناصرهم للميدان لإفشال المظاهرة، والمبادرة بالاعتداء والضرب وهدم المنصة الرئيسية. القوى اليسارية والليبرالية تتصيد الاخوان أما زميلنا الإخواني بـ'اليوم السابع' والذي تقفز الكراهية من عينيه متخطية زجاج نظارته نحو خالد الذكر، وهو هاني صلاح الدين فقد قال: 'عانت التيارات الإسلامية منذ ثورة 52 حتى الآن من الاضطهاد والإقصاء ولعل ما حدث في الستينيات من مجازر ضد الإخوان في سجون عبدالناصر الذي اغتال وطنيين بقامة الشهيد سيد قطب والمستشار عبدالقادر عودة خير دليل على رفض اليساريين وعلى رأسهم الاشتراكيون التعايش مع الإسلاميين بالرغم من أنهم كانوا رفقاء النضال ضد الاحتلال والملكية ولكن شهوة السلطة أعمت عبدالناصر عن رفقاء الدرب وقرر التخلص منهم ووجه لهم ضربات ظن أنها قاصمة، لكن ذهبت الحقبة الناصرية وبقي الإخوان بفضل الله، ثم جاءت ثورة يناير العظيمة لترفع الغمة عن المصريين بمختلف توجهاتهم السياسية وتوقع الإسلاميون أنهم على أعتاب مرحلة جديدة سيكون الكل فيها سواسية لكن وجدنا القوى اليسارية والليبرالية يمارسون نفس دور الأنظمة السابقة معهم خاصة بعد ان خاضوا تجربة المنافسة على الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاء وعجزوا عن إثبات وجودهم في الشارع المصري فسخروا آلتهم الإعلامية ومنابرهم السياسية من أجل تصفية الإسلاميين معنويا وسياسياً، وحولوا الأمر من منافسة سياسية الى صراع على السلطة استهدف إفشال التجربة الإسلامية في الحكم، فليعلم أبناء التيارات الليبرالية واليسارية أن مصر ليست عزبة لأحد وأنها للجميع كما انها تسع الكل لو خلصت النوايا وأن الإسلاميين لن يستطيع أحد أن يقصيهم كما انهم لن يقصوا أبداً أحد فليعد الجميع لتحكيم الضمير الوطني حتى نخرج من حالة الصراع السياسي الذي أصبح يهدد الوطن بكارثة'. مصلحة مصر فوق كل المخربين لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما دخل خالد الذكر بما حدث من اعتداءات ميليشيات الإخوان على متظاهرين سلميين؟ الغريب في الأمر، انه بينما يقول ذلك، فان إخوانا آخرين اعترفوا بالخطأ وطالبوا بعدم تكراره، ولكن يشاء ربك أن يكسف هاني وأن يشعل غضبه، لأنه سلط عليه في نفس اليوم محظور سابق وحاكم حالي أشاد بخالد الذكر، وطالب الإخوان أن يتبعوا خطاه، ألا وهو الإخواني الصالح الذي يعرف ربه أسامة نور الدين، قال في صحيفة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة' 'في كتابه 'فلسفة الثورة' أشار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الى ان ثورة 23 يوليو 1952 كان يتعين أن تصاحبها ثورة اجتماعية شاملة على غرار ما حصل في أوروبا وأمريكا، وأضاف الرئيس الراحل أن هذا الخلل الاجتماعي الذي صاحب الثورة كلفها كثيرا، وجعلها عاجزة عن السير بشكل صحيح وأدخلها في صراعات متعددة مع العديد من القوى والأحزاب والجماعات السياسية الموجودة في ذلك الوقت، مشيرا الى ان هَم القوى والشخصيات السياسية كان البحث عن الأدوار والمناصب السياسية، ولم تشغل نفسها بوضع خطط واستراتيجيات للتنمية، الأمر الذي جعله يفقد الثقة في الجميع ويتحرك بشكل منفرد لتحقيق أهداف الثورة، في الواقع لا تختلف أجواء ثورة يوليو كثيرا عن أجواء ثورة الخامس والعشرين من يناير فقد ورث الدكتور مرسي تركة ثقيلة. لقد أثبت الشعب المصري خلال ثورة 25 يناير وبعدها انه شعب واع وأن بإمكانه دعم الرئيس وتحمل المسؤولية معه لكن بشرط أن يسير الرئيس على الطريق ويستكمل حملة التغيير التي بدأها بإقالة المشير طنطاوي وعنان، تلك الحملة التي صفق لها الجميع حيث يعلم الطرف الثالث أن مصلحة الشعب المصري ومصلحة الوطن فوق أي اعتبار وأنه لا مجال تحت أي ذريعة للمساومة والمهادنة وترك هؤلاء المخربين للعبث بمقدرات الوطن ومستقبله'. دور الرئيس ليؤكد منهج المصالحة بعد المصارحة ولم يكد هاني يفيق من هذه الضربة ويمسح زجاج نظارته من العرق الذي نزل من جبهته عليه، حتى عاجله الإخواني الذي يجتهد ليكون خفيف ظل مثلنا، حمزة زوبع بلكمة أخرى بقوله في نفس العدد: 'اليوم جاء دور الرئيس من جديد ليؤكد منهج المصالحة بعد المصارحة وأعتقد انه وسط دخان ما حدث يوم الجمعة الماضي لابد أن يخرج الرئيس بمبادرة وطنية تجمع كافة الأطراف الجادة في الخروج بمصر الى بر الأمان، وحين أقول الأطراف الجادة أعني بذلك القوى السياسية التي تريد التوافق لا تلك التي تريد اسقاط الحكم منذ اليوم التالي لتوليه، أي تلك التي اعتلت منصة الإعلام لكي تلقي بقنابلها وتقوم بشحن الأجواء وتشكك في كل شيء لأنها لا تريد حكم الرئيس ولا حكم الأغلبية 'الإخوانية'، الحديث يدور عن الأحزاب السياسية التي من حقها أن تعارض وأن تستخدم كافة الميادين لتعبر عن رفضها سياسات الرئيس أو قراراته حتى يتم انتخاب مجلس للشعب نتعارض من خلاله، الميادين حق لكل الناس ولا حق للأغلبية التي أنتمي إليها في منازعة الأقلية في الميادين أبداً ولا أتصور ان هذه منهجية حزب 'الحرية والعدالة' ولا الإخوان، مصر اليوم في حاجة الى مؤتمر وطني يطرح الجميع فيه آراءه وأفكاره ورؤيته لمصر في ظل حكم الرئيس وأغلبية حزب 'الحرية والعدالة' 'على الأقل حالياً ولحين إجراء انتخابات البرلمان الجديد'. وهكذا، كان على حمزة أن يغني لهاني أغنية فايزة أحمد، ابعد يا شيطان، ابعد يا شيطان، بيت العز يا بيتنا، في جنيتاتك عنبتنا، ترللم، ترللم. الاخوان يشنون هجمات على الازهر للسيطرة عليه وإلى إخواننا في التيار الإسلامي من إخوان مسلمين وسلفيين وجهاديين، ضايقوا لأبعد الحدود، استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور أحمد محمود كريمة الهجمات الظالمة التي يقومون بشنها ضد الأزهر وشيخه، الإخوان الذين يريدون تنصيب واحد منهم في المنصب، وسخريته من مرشدهم الذي يريد أن يكون له الأمر والنهي وهو غير دارس لما يجب، وكذلك قادة الجماعات السلفية الذين يعملون لحساب جهات أخرى يقصد بها السعودية. فقال يوم الاثنين في المسلمون وهو في غاية الألم والحزن: 'تصرفات مسيئة وسلوكيات مشينة وأخلاقيات رديئة من صغار نفوس تجاه حملة العلم والدعوة الحقة في مرجعية المساعدين قاطبة زهاء ألف عام ويزيد أكثر من ثلثي عمر الرسالة الخاتمة الأزهر الشريف زاده الله تعالى أنوارا وسدادا وألبس أهله فخارا وأوردهم مثوبة وفضلا، سهام حقد تجاه الأزهر من قلوب مريضة بعبادة 'الأموال' و'الشهرة' وسدنة مذهبية وأذيال حزبية وعصبية ممقوتة من أمر بعض 'متأسلمين' في جماعات وفرق لها 'أدبيات' منها ما يسعى حثيثاً لإزاحة مصر عن دورها القيادي في العالم الإسلامي بأزهرها، بالتشكيك وحملات التشويه بدءا من اتهامات بفساد وزيغ العقيدة بذريعة كفر الفكر الاشعري، كنظرهم الكليل وفكرهم المعتل المختل وتبعيتهم لأشياخهم في جماعة وفرقة 'العنف الفكري' ومنه 'العنف المسلح'، ومنها ما يسعى في سياساتهم الاستحواذية ونهجهم التعالي وإقصاء الغير وطموحاتهم لإحلال زعيمهم المقدس في نظرهم الخالي كذلك من أي دراسات شرعية كدرب من سبقوه محل فضيلة شيخ الأزهر والانقضاض كجوارح طيور الفلا على المناصب القيادية بالمؤسسات الإسلامية المعتمدة لمزيد من 'التأميم' والتأمين لجماعتهم المستعلية! ومما يبعث على الغرابة والنكارة معا ان بعض 'أزهريين' عقوا أزهرهم! خرجوا عن الدراسات الأزهرية فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير! وتنكروا تابعين لا متبوعين! أن يكونوا 'أبواقا' و'أذيالا' في جماعات العنف الفكري وفصائل العنف المسلح! ومنهم من أراد شبه قيادية بالسعي الحثيث لكيانات لا تجيد إلا قدح وذم الأزهر ورموزه وقياداته بزعم 'الإصلاح'! أي إصلاح! هل بسوء الظن وتلفيق الاتهامات ونشر الشائعات وإهانة العلماء والدعوة الطائفية والحزبية والعصبية الدينية! ستضيع الوسطية ستختفي الاستنارة ستتوارى المواطنة ستحتجب قيم التسامح وقبول الآخر والتعايش معه! أدركوا الأزهر من بغي 'الخوارج'! انتهاء أزمة حزب النور السلفي وفي اليوم التالي - الثلاثاء - نشرت جريدة 'عقيدتي' الديني تحقيقا لزميلنا ايهاب نافع عن انتهاء أزمة حزب النور السلفي بقوله: 'كشفت مصادر عليمة داخل حزب 'النور' السلفي لـ'عقيدتي' أن تدخلات قوية لكبار مشايخ السلفية في المملكة العربية السعودية في مقدمتهم الدكتور عائض القرني حسمت أزمة الحزب التي أسدل الستار عليها بعقد الجمعية العمومية الخميس الماضي وأن مطالبهم كانت واضحة بضرورة إبعاد الدكتور ياسر برهامي عن الحزب والكف عن تدخلاته التي تسببت في الفتنة الأخيرة، أرجعت المصادر اهتمام قادة السلفية الى ان قلوب السلفيين في العالم الإسلامي متعلقة بالتجربة المصرية والتي تسبب نجاحها في تبلور رؤى لإنشاء حزب النور في دول إسلامية أخرى منها حتى الآن فلسطين وتركيا وماليزيا وهي التجارب التي لا تزال في طور التكوين على اعتبار ان تجربة مصر الرائدة إذا انهارت فستنهار معها التجارب الوليدة فضلا عن ان نجاح التجربة السياسية لحزب النور السلفي أحدثت حالة من الانتعاش النفسي للسلفيين في العالم'. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق