نصرة هناء شلبي
أَولُ ما يلزم في النصرةِ الواجبةِ لهناء يحيى صابر شلبي (30 عاماً)، الأَسيرة
لدى سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتي تخوض إِضراباً عن الطعام منذ أَزيد من 40
يوماً، هو أَنْ نعرف أَنَّ أَسوأَ ما في اتفاق إِعلان المبادئ بين قيادة منظمة
التحرير وإِسرائيل، المشهور باتفاق أوسلو، أَنَّه لم يلتفت إِطلاقاً إِلى محنةِ
الأَسرى الفلسطينيين في سجون العدو.
وأَنْ نعرف أَنَّ أَسوأَ ما في جولات التفاوض الطويلة، منذ مؤتمر مدريد وصولاً إِلى المداولات الاستكشافية في عمّان، أَنها لم تعتن بقضيةِ احتجاز آلاف الفلسطينيين واختطافهم، عقوداً وسنوات.
لهاتين السوأَتين، وغيرهما، تصيرُ قضية هناء عنوان مأساةٍ مروعة، تمثلت في الاستسهال الذي ارتكبته القيادة الفلسطينية، ولا تزال، بشأن الأَسرى الذين كان يمكن، بكيفيّاتٍ أُخرى للكفاح السياسي والتفاوضي مع إِسرائيل، أَن يتحقَّق كثيرٌ بشأنهم. وكان الفتحاوي العتيق، أَحمد أَبو السكر، محقاً بعد الإِفراج عنه قبل خمس سنوات عقب 26 عاماً في الأسر، في إِشارتِه إِلى هذه المسأَلةِ.
ويكون شديد الأَهمية أَنْ نعرفَ أَنَّ الاحتلال الإسرائيلي لا يخوضُ حرباً مع هناء شلبي فقط، حين ترفضُ محكمته العسكرية استئنافاً طلبته الأَسيرة الصامدة، وإِنما يقصدُ تأكيدَ استهدافِه إِرادةَ كل فلسطينيٍّ ينشطُ من أَجل كرامتِه الإنسانية المحضة.
والأَساسيُّ لدى هناء هو عنوانُ الكرامة الإنسانية الذي تلحُّ عليه، وهي التي خبرت سجونَ الاحتلال، سيّما مع صنوف الإذلال في الاعتقال الإداريِّ، والذي يعني احتجاز المعتقلين إِلى أَجلٍ غير محدد بذرائع أَمنية، ويسمح بالاعتقال بناءً على أَدلةٍ سرية، ولا حاجة إِلى توجيه الاتهام إِلى المعتقلين أَو مثولهم أَمام المحكمة.
احتجزت هناء شلبي 25 شهراً في هذا الحال، قضت أَياماً منها في زنزانةٍ قذرةٍ ومعتمة، وخبرَت في حبسها أَساليبَ بالغة الدناءَة والإهانة في التحقيق، وتعرضت للضرب مرّات، وتمَّ تصويرُها مكبلةً بسرير الزنزانة.
وبدا وكأَنه لم يكن ممكناً تحريرُ 27 أَسيرةٍ فلسطينيةٍ بينهن هذه الشابة، وهي أُخت شهيد، من دون التبادل الذي أُطلق فيه الجندي جلعاد شاليط، وهو ما صار، غير أَنَّ الاحتلال خطفَها ثانية الشهر الماضي، في اعتقالٍ إِداريٍّ أَيضاً، وهي التي كانت أَقدم أَسيرةٍ فلسطينية في هذا اللون من عُسفِ الاحتجاز، فكان أَنْ بدأَت إِضرابَها المفتوحَ عن الطعام، وهو من صيغ المواجهةِ الباسلةِ التي تبدعُها الحركةُ الأَسيرة التي ضمت أَكثر من 10 آلاف امرأَةٍ فلسطينيةٍ منذ 1967، بينهن نحو 900 منذ الانتفاضة.
وفي أرشيف هذا النضال البهيِّ فظائعُ إِسرائيليةٌ تعصى على التخيّل. كان منها أَسر منال غانم وهي حامل، ووضعُها وطفلَها في السجن، ومكوثه معها سجيناً عامين ونصف، وبقائها في الاحتجاز بعده عاماً.
وسيقت سمر صبح من الحبس إِلى مستشفى الولادة مقيدة، ووضعت طفلتَها في عمليةٍ قيصريةٍ في ظروفٍ بالغة المأساوية، قبل أَنْ تنضمَّ المولودةُ إِلى أُمّها في الأَسر، وميرفت طه التي وضعت مولودَها في الزنزانة.
ويُؤتى، هنا، على بعض أَهوال الأَسر الذي تعرضت له فلسطينياتٌ غالبْنَ ما لا يُحتملُ من أَشنع الانتهاكات، للتذكيرِ بفداحةِ إِهمال قضية الأَسرى في سجون الاحتلال من أَولويات القيادة الفلسطينية، وأَولويات الفصائل التي يجدرُ أَنْ تكون قوىً ضاغطةً على القيادة المذكورة.
ترهن الرئاسة الفلسطينية استئنافَ المفاوضات بوقف الاستيطان، ولا تقرنه بالإفراج عن مروان البرغوثي وأَحمد سعدات وآلاف من رفاقهم. ومع كل التقدير للجهود المحمودة التي تبادر إِليها وزارة شؤون الأَسرى، ومسؤولها الأَول عيسى قراقع، نلحظ أَنَّ قضية هناء شلبي، ابنة العائلةِ الحيفاويةِ اللاجئةِ إلى جنين، صارت عنوان قضايا كل الأَسرى، بفعل التضامن الفلسطيني الأَهلي الواسع معها، والذي تنشطُ فيه فاعلياتٌ لا تنشغلُ بالانحطاط المتجدّد بين حركتي فتح وحماس، بل بالأَولى والأَهم، بالفلسطيني المختطف، وبمحنة هناء شلبي ورفاقها.
وأَنْ نعرف أَنَّ أَسوأَ ما في جولات التفاوض الطويلة، منذ مؤتمر مدريد وصولاً إِلى المداولات الاستكشافية في عمّان، أَنها لم تعتن بقضيةِ احتجاز آلاف الفلسطينيين واختطافهم، عقوداً وسنوات.
لهاتين السوأَتين، وغيرهما، تصيرُ قضية هناء عنوان مأساةٍ مروعة، تمثلت في الاستسهال الذي ارتكبته القيادة الفلسطينية، ولا تزال، بشأن الأَسرى الذين كان يمكن، بكيفيّاتٍ أُخرى للكفاح السياسي والتفاوضي مع إِسرائيل، أَن يتحقَّق كثيرٌ بشأنهم. وكان الفتحاوي العتيق، أَحمد أَبو السكر، محقاً بعد الإِفراج عنه قبل خمس سنوات عقب 26 عاماً في الأسر، في إِشارتِه إِلى هذه المسأَلةِ.
ويكون شديد الأَهمية أَنْ نعرفَ أَنَّ الاحتلال الإسرائيلي لا يخوضُ حرباً مع هناء شلبي فقط، حين ترفضُ محكمته العسكرية استئنافاً طلبته الأَسيرة الصامدة، وإِنما يقصدُ تأكيدَ استهدافِه إِرادةَ كل فلسطينيٍّ ينشطُ من أَجل كرامتِه الإنسانية المحضة.
والأَساسيُّ لدى هناء هو عنوانُ الكرامة الإنسانية الذي تلحُّ عليه، وهي التي خبرت سجونَ الاحتلال، سيّما مع صنوف الإذلال في الاعتقال الإداريِّ، والذي يعني احتجاز المعتقلين إِلى أَجلٍ غير محدد بذرائع أَمنية، ويسمح بالاعتقال بناءً على أَدلةٍ سرية، ولا حاجة إِلى توجيه الاتهام إِلى المعتقلين أَو مثولهم أَمام المحكمة.
احتجزت هناء شلبي 25 شهراً في هذا الحال، قضت أَياماً منها في زنزانةٍ قذرةٍ ومعتمة، وخبرَت في حبسها أَساليبَ بالغة الدناءَة والإهانة في التحقيق، وتعرضت للضرب مرّات، وتمَّ تصويرُها مكبلةً بسرير الزنزانة.
وبدا وكأَنه لم يكن ممكناً تحريرُ 27 أَسيرةٍ فلسطينيةٍ بينهن هذه الشابة، وهي أُخت شهيد، من دون التبادل الذي أُطلق فيه الجندي جلعاد شاليط، وهو ما صار، غير أَنَّ الاحتلال خطفَها ثانية الشهر الماضي، في اعتقالٍ إِداريٍّ أَيضاً، وهي التي كانت أَقدم أَسيرةٍ فلسطينية في هذا اللون من عُسفِ الاحتجاز، فكان أَنْ بدأَت إِضرابَها المفتوحَ عن الطعام، وهو من صيغ المواجهةِ الباسلةِ التي تبدعُها الحركةُ الأَسيرة التي ضمت أَكثر من 10 آلاف امرأَةٍ فلسطينيةٍ منذ 1967، بينهن نحو 900 منذ الانتفاضة.
وفي أرشيف هذا النضال البهيِّ فظائعُ إِسرائيليةٌ تعصى على التخيّل. كان منها أَسر منال غانم وهي حامل، ووضعُها وطفلَها في السجن، ومكوثه معها سجيناً عامين ونصف، وبقائها في الاحتجاز بعده عاماً.
وسيقت سمر صبح من الحبس إِلى مستشفى الولادة مقيدة، ووضعت طفلتَها في عمليةٍ قيصريةٍ في ظروفٍ بالغة المأساوية، قبل أَنْ تنضمَّ المولودةُ إِلى أُمّها في الأَسر، وميرفت طه التي وضعت مولودَها في الزنزانة.
ويُؤتى، هنا، على بعض أَهوال الأَسر الذي تعرضت له فلسطينياتٌ غالبْنَ ما لا يُحتملُ من أَشنع الانتهاكات، للتذكيرِ بفداحةِ إِهمال قضية الأَسرى في سجون الاحتلال من أَولويات القيادة الفلسطينية، وأَولويات الفصائل التي يجدرُ أَنْ تكون قوىً ضاغطةً على القيادة المذكورة.
ترهن الرئاسة الفلسطينية استئنافَ المفاوضات بوقف الاستيطان، ولا تقرنه بالإفراج عن مروان البرغوثي وأَحمد سعدات وآلاف من رفاقهم. ومع كل التقدير للجهود المحمودة التي تبادر إِليها وزارة شؤون الأَسرى، ومسؤولها الأَول عيسى قراقع، نلحظ أَنَّ قضية هناء شلبي، ابنة العائلةِ الحيفاويةِ اللاجئةِ إلى جنين، صارت عنوان قضايا كل الأَسرى، بفعل التضامن الفلسطيني الأَهلي الواسع معها، والذي تنشطُ فيه فاعلياتٌ لا تنشغلُ بالانحطاط المتجدّد بين حركتي فتح وحماس، بل بالأَولى والأَهم، بالفلسطيني المختطف، وبمحنة هناء شلبي ورفاقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق