الثلاثاء، 27 مارس 2012

الصور والفيديوهات التي تفضخ شيخ الملوك والأمراء والرؤساء عدو الفقراء يوسف القرضاوي


التقدمية / خاص /  بقلم الأستاذ الناصر خشيني / مما لا شك فيه أن الشيخ القرضاوي له مكانة علمية مرموقة في العالم الإسلامي إلى درجة أنه يترأس حاليا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نظرا للهالة الإعلامية التي اكتسبها من خلال قناة الجزيرة وما أدراك ما هي هذه القناة العملاقة التي توظف جيشا من الصحفيين والموظفين والعمال قوامه ستة آلاف فرد علاوة على ميزانية سخية في حدود المليار دولار سنويا فمن الطبيعي أن تعطيه إطلالته عليها ومنذ سنوات وفي برنامجه الشهير الشريعة والحياة الأسبوعي والذي يستحوذ فيه على نصيب الأسد إضافة إلى خطبة الجمعة التي تنقلها قنوات عديدة مباشرة من قطر فمن الطبيعي أن يكون له شأن عظيم في المجال الديني خاصة وهو متخرج من المدرسة الإخوانية بمصر ولكن عندما يتحول هذا الداعية الكبير في مجال تخصصه الديني إلى سياسي محترف فمن الطبيعي أن يدخل مجالا آخر هو غير الديني المقدس وهنا تنطبق عليه مواصفات السياسي الذي يقع تحت طائلة الخطأ والصواب فلا مجال هنا للقبول بفتاواه باعتبارها مواقف سياسية أملتها عليه مصلحته السياسية بحكم وجوده في دولة قطر وتبني مواقفها والدعوة إليها إضافة إلى كون مرجعيته السياسية الإخوانية ذات الميول اليمينية فمن الطبيعي أن تكون مواقفه مندرجة في هذا الإطار وغير خارجة عنه وبالتالي فان فتاواه الدينية تسقط تبعا لذلك .
وانطلاقا من هذا نتناول ما تداولته وسائل الإعلام مؤخرا من فتاواه السياسية غير المقدسة والتي شجع فيها على إمكانية الاستعانة بالأجنبي لضرب ليبيا وسوريا كما ورد على لسانه في الشريط المأخوذ عن الجزيرة وقد أربكه المذيع بالسؤال صراحة عن الاستعانة بالناتو وهذا رابط الشريط
وقد نقلت العديد من وسائل الإعلام إصدار الشيخ يوسف القرضاوي فتوى يرى فيها أن من حق السوريين الطلب من دول أجنبية التدخل في بلادهم في حال فشلت الدول العربية وقف ما أسماه القرضاوي حمام الدم في سورية. وقال القرضاوي، في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إنه كان ممن دعوا للثورات العربية” قبل أن تبدأ وبعد أن بدأت.
يذكر أن القرضاوي، الذي أعلن عن دعمه للثورات في العالم العربي وانتفاض الشعوب ضد الأنظمة الديكتاتورية، كان من الداعمين للنظام البحريني في قمعه للمتظاهرين، مشيراً إلى أن هؤلاء يثورون انطلاقاً من خلفية مذهبية وأنهم على علاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن هنا يتبين لنا مدى الانتقائية في مواقفه السياسية فلماذا الصمت إزاء ما يحدث في البحرين أم أنها من دول الخليج المشمولة بصمته عما يحدث هناك من قمة الديكتاتورية وبخاصة أنه يقطن غير بعيد عن أكبر قاعدتين أمريكيتين في قطر لهما دور كبير في قتل أكثر من مليوني عراقي أم أن الدم العراقي رخيص إلى هذا الحد عند شيخنا ألم تستفزه الدماء التي سالت أنهارا في العراق .
ولا يسعنا هنا قبل أن نؤصل استعانة المسلمين بغيرهم نذكر الشيخ القرضاوي بالبعض من التاريخ سواء المظلم أو المنير ضمن مواقف لا يزال التاريخ يذكرها لأخذ العبرة منها ونظرة سريعة إلى التاريخ الإسلامي في عهد الدولة العباسية نتيجة استنصار المسلمين على بعضهم بأعداء الدين كما ذكر الخضري في محاضراته عن الدولة العباسية :
فقد أرسل خلفاء الدولة العباسية إلى بني بويه ليخلصوهم من استبداد الأتراك البغداديين وتحكمهم فيهم وأرسلوا إلى طغربلك شاه السلجوقي ليخلصهم من تحكم البساسيري وأرسلوا إلى خوارزمشاه ليخلصهم من السلاجقه وكان من نتيجة ذلك الاستبداد والتفرق وضياع شمل المسلمين وطغيان عدوهم عليهم من أجل الحفاظ على دنياهم
ولكن الأمر أعظم عندما كان من هؤلاء من استعان بالمغول المشركين من أجل تخليص ملكهم فقد قام الناصر لدين الله بطلب العون من جنكيز خان يحرضه على الخروج إلى خوارزمشاه لما خالف الناصر لدين الله وطلب من جنكيز خان التعرض لمملكته من أجل أن تنكسر شوكة خوارزمشاه ويشتغل عنه بنفسه وظن الناصر لدين الله أن جنكيزخان لن يصل إليه لبعد المسافة بينهما ولحميم الصداقة ولم يكن ليظن أن يصل الضعف به ما يجعله يجفل أمام جنكيز خان كالحمامة تجفل من صقرها. وكانت هذه المقدمة سبيلا إلى جنكيز خان ليجد طريقه إلى بلاد الإسلام والمسلمين وبمعاونة الشيعة ومن ثم القضاء على الخلافة الإسلامية آنذاك وتدمير عاصمة الإسلام بغداد وقيل أنه قتل أكثر من مليون شخص خلال أربعين يوما وكان هذا سببا لجنكيزخان من أجل أن يجتاح بلاد المسلمين ولكن لم يكن كافيا لوحده بل فتح الباب على المسلمين بذلك الطلب وفتح باب الحرب على خوارزم شاه ومن ثم اجتياح بلاد المسلمين .
ولا ننسى سقوط الأندلس ودور المأمون وتحالفه مع فرناندو الثالث ملك قشتاله حتى قدم المأمون عددا من الحصون والبلاد الأندلسية ثمنا للنصارى ليساندوه ضد أخيه حفاظا على عرشه وكرسيه ومن صور الغدر والخيانة ممن استعان بالنصارى : وقوف ابن الأحمر بقواته مع النصارى في سقوط اشبيلية تنفيذا لتعهداته معهم ضد المسلمين ليمكن لنفسه من السيطرة على غرناطة حتى سقطت اشبيلية ولم يبق من معالم الإسلام فيها شيئا يذكر ومن الجدير بالذكر أن نذكر هنا موقفا تاريخيا للمعتمد بن عباد عندما أراد محاربة ألفنسو السادس وأراد أن يستعين بيوسف بن تاشفين رحمه الله فنصحه مستشاروه أن لا يفعل ذلك خوفا أن يملك يوسف بن تاشفين الأندلس على أن يستعين ببعض النصارى بدلا منه فأجابهم بمقولته المشهورة :رعي الجمال خير من رعي الخنازير “فهذه المواقف من تاريخنا الا تشير الى خطورة الاستعانة بالأجنبي وتؤكد منذ القديم أن الأجنبي يخدم مصالحه دون غيرها ويسيطر ويهيمن على الأمة ويذل الحكام المستعينين به كما هو حاصل اليوم في الخليج العربي وخاصة ما تقوم به دولة قطر التي يتخذ منها شيخنا مقرا لاقامته اليس الأجدر به أن يغادرها ويتخذ أي مكان آخر ليواصل رسالته الجهادية ان كان حاملا لها هل يصل الأمر بشيخ له مكانة مرموقة أن يحتمي بحكام يتعاملون صراحة مع العدو الصهيوني وقناتهم الجزيرة تطبع مع العدو الصهيوني وتستضيف المسؤولين الصهاينة ثم يأتي شيخنا ويتكلم ربما في نفس المصدح الذي تكلم منه صهيوني مغتصب لأرض فلسطدين أم ان شيخنا الجليل يفهم الاسلام أكثر مما نفهمه نحن الناس العاد يين والذين لا يمتلكون أموالا ولا وسائل اعلامية مثلما هو في قطر.
هذا وقد رأى الإمام الشوكاني وبعض أهل العلم قديما عدم جواز الاستعانة بالكافر في القتال مطلقا. أما جمهور الفقهاء فقد أجازوا الاستعانة بالكافر على الكافر بشرط أن يكون فرداً وتحت راية المسلمين.
وبالعودة إلى سيرة رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، نجد أن هناك روايات، تكلم فيها بعض أهل العلم، تشير إلى جواز الاستعانة بأفراد مشركين في قتال الكفار. إلا أن الثابت أن الله حرم الاستعانة بالكفار حال كونهم طائفة مستقلة تحت راية الكفر.
– كما يستدل بأن قبيلة خزاعة خرجت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عام الفتح لمحاربة قريش، وكانت حينئذ لا تزال مشركة، حتى قال لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « يا معشر خزاعة ، ارفعوا أيديكم عن القتال، فقد كثر القتل ان نفع، لقد قتلتم قتلاً لأدينّه » فهذه الأحاديث كلها صحيحة، تدل دلالة صريحة على جواز الاستعانة بالكفار أفرادا، أي على جواز أن يكون الكافر في جيش المسلمين يقاتل العدو مع المسلمين
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، سكت عن مشاركة الكفار بأحد، واستعان بهم في فتح مكة، ورفض الاستعانة في بدر، ورفض الاستعانة بخبيب والرجل الذي معه حتى أسلما، فكون الرسول ثبت عنه أنه استعان بأفراد من الكفار وهم على كفرهم، وثبت أنه رفض الاستعانة بأفراد حتى أسلموا، دليل على الاستعانة بأفراد في القتال جائزة وأنها موكولة لرأي الحاكم، إن شاء قبل الاستعانة وإن شاء رفضها، بل إن استعانته بأفراد من المشركين في فتح مكة متأخر على رفضه مشاركتهم في بدر فلو قال قائل أن عدم الاستعانة بأفراد الكفار كان في أول الأمر محرماً ثم نسخ بعد ذلك لما كان بعيداً عن الصواب
والموالاة: مصدر من (وَالَى)، يوالي، موالاة. والولاء هو الدنو والقرب. و(الموالاة) أعم من (التَوَلِّي)، حيث أن الموالاة هي المحبة، بغض النظر عن مرتبة هذا الحب ودرجته، فكل من أحببته، وأعطيته، ابتداء من غير مكافأة، فقد أَوْلَيْتَه، ووَالَيْتَه. والمعنى: أحببته، وقربته، وأدنيته إلى نفسك! والموالاة ضد المعاداة. والولاء ضد العداء. والولاية ضد العداوة. والوَلِيّ ضد العدو. والموالاة تدور حول معاني: المودة، والمحبة، والمتابعة، والقرابة، والصداقة، والحلف، والنصرة.
و(التولِّي) أخص من الموالاة، وهي: «الانقطاع التام في نصرة المتبوع، وتقريبه وتأييده»، أو هي: «تقديم كامل النصرة والمحبة للمتولي، بحيث يكون المتولِّي مع المتولي كالظل مع الجسم»، أو هي: «الموالاة المطلقة العامة»، فالتولي هو أعلى مراتب الموالاة، ومعنى النصرة والحلف جوهري فيها.
و«التولي»، أو بلفظ آخر «الموالاة المطلقة العامة»، للكفار يستلزم الدفاع عنهم، وإعانتهم بالمال، والنفس، والرأي. وهذا يقتضي بالضرورة الشك في صدق الإسلام، أو جحوده، أو بغضه، أو احتقاره والسخرية منه، أو نبذه والإعراض عنه إعراضاً كلياً. وكل ذلك كفر صريح يخرج من الملة الإسلامية، لا محالة. أما موالاة الكفار لغرض دنيوي، وغلبة شهوة، مع سلامة أصل الاعتقاد، وعدم إضمار الكفر، أو انشراح الصدر به، فجريمة نكراء، وكبيرة من كبائر الذنوب، بالأدلة التالية:
وقال:
لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان التوبة؛ 9:23).
* وقال:
لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله، ولو كانوا آباءهم، أو أبناءهم، أو إخوانهم، أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ..
(المجادلة؛ 58:22).
* وقال:
لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء، إلا أن تتقوا منهم تقاة ، ويحذركم الله نفسه، وإلى الله المصير
(آل عمران؛ 3:28).
* وجعل تباركت أسماؤه، اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين الصفة الرئيسية المميزة للمنافقين نفاقاً اعتقادياً مخرجاً من الملة، أهل الدرك الأسفل من النار، فقال:
بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، أيبتغون عندهم العزة؟! فإن العزة لله جميعاً، إلى قوله، جل من قائل: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين! أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً ؟! * إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، ولن تجد لهم نصيراً
(النساء؛ 4:138-145).
* وقال، جل من قائل، مثنياً على إبراهيم وصحبه: قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه، إذ قالوا لقومهم: إنا برءاء منكم، ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم، وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده
(الممتحنة؛ 60:4).
* وقوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا، لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء
(المائدة؛ 5:51).
* وقال تعالى:
ولو كانوا يؤمنون بالله، والنبي، وما أنزل إليه، ما اتخذوهم أولياء
المائدة؛ 5:81).
* وقوله:
لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
(الممتحنة؛ 60:1).
* وقال:
وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض، والله ولي المتقين
(الجاثية؛ 45:19)
* وأخرج الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة، بإسناد حسن عن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «أوثق عرى الإيمان: الحب في الله، والبغض في الله». وأخرجه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن مسعود، كما رواه أحمد في مسنده.
* كما روى الطبراني في الكبير، بإسناد حسن، عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، أن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: «أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله».
* أخرج الإمام ابن جرير الطبري، والإمام محمد بن نصر المروزي بأسانيدهم من كلام ابن عباس: (من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك! ولن يجد عبد طعم الإيمان، وإن كثرت صلاته وصومه، حتى يكون كذلك! وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئاً).
لاحظ أن الأثر السابق من كلام ابن عباس، لله دره، ليس إلا إتباعاً للحديث قبله وعملاً بالفهم الصحيح له، ولغيره من نصوص الكتابوالسنة المتضافرة، لم يكتف بذكر «الحب»، و«البغض»، بل أكد على «الموالاة»، و«المعاداة». فلا يكفي مجرد «الحب»، و«البغض» القلبيين المجردين، بل لا بد من «الموالاة» وهي الإكرام، والاحترام، والانتماء، والإعانة، والتحالف، والنصرة، والكينونة مع المحبوبين ظاهراً، وباطناً، ولا بد من ضدها وهو «المعاداة»: الشاملة للمقت، والتحقير، والمفاصلة، والهجر، والخذلان، والمنبذة، والمقاتلة بالسلاح، والبراءة من المبغوضين، والكفر بهم، ونبذهم، والبعد عنهم ظاهراً، وباطناً!
* والموالاة لا تنقطع بما يقع بين المؤمنين من تظالم ،وقتال، وشر، قال تعالى: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا! إن الله يحب المقسطين * إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم! واتقوا الله لعلكم ترحمون، (الحجرات؛ 49:9).
، قال تعالى: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما
مع طليقته وهي في عمر احفاده…، فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي، وأمر بالإصلاح بينهم. فليتدبر المؤمن: أن المؤمن تجب موالاته، وإن ظلمك واعتدى عليك؛ والكافر تجب معاداته، وإن أعطاك وأحسن إليك.
* وقال اللّه تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة و يحذركم اللّه نفسه و إلى الله المصير
يوسف القرضاوي مع عبد العزيز بوتفليقة
وكذلك قوله تعالى: بشر المنافقين بأن لهم عذابًا أليمًا الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
وقوله تعالى: لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادون من حادَّ اللّه ورسوله
وقوله:
لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء وقوله: لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
وقوله تعالى: لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادون من حادَّ اللّه ورسوله
وقوله: لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء وقوله: لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
إلى غير ذلك من الآيات. فالموضوع موضوع موالاة المؤمنين للكافرين، فقط لا غير، وباقي الآية تفصيل للموضوع. وذلك لأن اللّه تعالى نهى المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء لهم، وقرن هذا النهي بالجزم القاطع بأن من يفعل ذلك فيتخذ الكافرين أولياء فإن اللّه بريء منه، وقد انقطعت صلته بالله. وهذا تحريم بات، مطلق، أبدي، لكل موالاة للكفار، أي لكل معنى من معاني الموالاة في اللغة العربية، ثم استثنى من هذا النهي الجازم حالة واحدة: وهي أن يحذر المؤمن من الكافر أذىً فإنه يجوز له موالاة الكافر دفعًا لهذا الأذى، وهذا لا يتصور إلا إذا كان المسلم تحت سلطان الكافر مغلوبًا على أمره، أي أن الحذر من الكافر يجيز موالاته، فإذا ذهب الحذر حَرُمت الموالاة بجميع أشكالها ومظاهرها مطلقاً.
ومعنى الآية هو نهي مغلظ جازم للمؤمنين عن أن يتخذوا الكافرين أولياء لهم، وأن يدخلوا معهم في حلف عسكري، أو يؤجروهم قواعد عسكرية، وأن يستعينوا بهم، ويلتجئوا إليهم، وأن يصادقوهم، وأن ينصروهم، وأن تكون بينهم وبينهم محبة أو مودة ظاهرة. فحرّم على المؤمنين موالاة الكافرين من دون المؤمنين ثم استثنى من ذلك حالة واحدة فقط: وهي أنه في حالة وجود خوف منهم عندما يكون المسلمون مقهورين من الكفار وتحت سلطانهم فإنه يجوز إظهار المحبة لهم ومصادقتهم لدفع شرهم وأذاهم. أي يجوز أن يُتَّخَذوا أولياء، أي أصدقاء، وحلفاء، في حالة وجود خوف منهم عندما يكون المسلمون تحت حكمهم، وما عدا ذلك فلا يجوز مطلقًا. وهذا بالنسبة للكفار فقط مع المؤمنين، فإن الآية نزلت في شأن المؤمنين الذين كانت لهم صلات بالمشركين في مكة فهي تنهى الذين في المدينة عن موالاة المشركين في مكة، وتنهى جميع المؤمنين، وتستثني من ذلك المؤمنين الذين كانوا في مكة فإنهم كانوا مغلوبين على أمرهم، فاستثنتهم لوجود حالة خوف لديهم من أذى الكافرين.
هذا هو موضوع الآية وهذا هو معناها وهذا هو الحكم الشرعى الذي يُستنبط منها، وهو تحريم موالاة المؤمنين للكفار بجميع أنواع الموالاة من تحالف، ونصرة، وصداقة، واستعانة، وغير ذلك، لأن كلمة أولياء في الآية جاءت عامة فتشمل جميع معانيها في لغة العرب، وجواز موالاتهم في حالة حذرهم، أي خوف بطشهم وأذاهم، عندما يكون الكفار غالبين على المسلمين، ويكون المسلمون مغلوبين على أمرهم، تمامًا كحالة المسلمين في مكة مع المشركين، ولا يوجد للآية معنى آخر، ولا يستنبط منها أي حكم سوى هذا الحكم.
وتتضاعف الجريمة، ويتأكد الإثم، إذا كانت القواعد العسكرية الأجنبية في جزيرة العرب، التي حكم الله، ولا أحسن من حكمه، على لسان رسول الله، بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو على فراش الموت، في السياق الأخير: «أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب!»، وكذلك، في أيامه الأخيرة: «أن لا يجتمع فيها دينان»، و«أن يخرج منها اليهود، والنصارى، حتى لا يبقى فيها إلا مسلماً»، و«أن يُخْرَج منها المشركون»!
القرضاوي الشاب قبل ان يتعمم ويصبح مليونيرا قطريا
لكن حكام الخليج ومن سولت لهم انفسهم من علماء الدين الذين أفتوا لهم بذلك خلافا لمقاصد الشرع الحكيم أبوا إلا أن يضربوا بذلك عرض الحائط، فتصادقوا وتحالفوا مع الدول الاجنبية، وقاتلوا تحت رايتها وها هم هناك: يحاصرون العراق، ويدمرون بنيته التحتية، ويقتلون أهله، ويذلونهم، ويبيضون ويفرخون، ويلاوطون، ويزنون، ويساحقون، ويتسافدون تسافد الحُمُر، وما من حسيب أو رقيب!
وهكذا اذن نستنتج أن المصطلحات التي استعملها القدماء من علماء الأمة هي مصطلحات الكفر والايمان ودار الحرب ودار الاسلام ونجد أنفسنا اليوم نحاول تجنبها باستعمال مصطلحات أخرى تتناسب مع ظروف عصرنا وهي من قبيل مصطلح طلب التدخل الأجنبي وهو بطبعه معاد للأمةخاصة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم بلا حدود العدو الصهيوني وتستهدف من خلال تدخلها في معظم شؤوننا ضمان تدفق النفط وضمان أمن واستقرار الكيان الصهيوني وبذطلك فان أي استعانة بها تدخل ضمن النهي الذي أشارت اليه الآيات السابقة وكذلك السنة النبوية التي نستثني منها في حالات فردية استعانته ببعض الكفار في مهام محدودة ولا يمكن أن نقيس عليها فتوى الشيخ القرضاوي والتي أشرنا في البداية أنه قد خرج من الاجتهاد الديني المحض الذي لو أخطأ فيه ما كنا لنعتبره مذنبا اعتمادا على مبدإ من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد ولكنه في حال الوضع في ليبيا وسوريا ما كان له أن يفتي بجواز التدخل الأجنبي وكان عليه أن يدعو إلى تظاهرات سلمية كما حصل في تونس ومصر وكما يحصل في اليمن ومع ذلك وقع التغيير المنشود وان كان في الحالة اليمنية السلاح متوفر ولكن شعبنا هناك أثبت وأنه جدير بالحرية والانعتاق ولم يقبل التدخل الأجنبي رغم جسامة التضحيات وبناء عليه فان فتاوى القرضاوي في مثل هذه الأمور لا تعدو كونها مجرد تنظير سياسي نعتبره خاطئا تماما ولا علاقة له بالاسلام الدين الذي يرفض الاستعانة بالأجنبي في مواجهة من يخالفك سياسيا وقد رأينا مواقف من بغض المسلمين قديما رفضهم الاستعانة بالغير لما في ذلك من المخاطر على الاستقلال الوطني وحتى على الدين نفسه وبناء عليه ندعو لشيخنا بالهداية عن هذا الخطأ الجسيم الذي ارتكبه وبقية حكام الخليج في حق الأمة والوضع في العراق وفلسطين خير شاهد على ذلك ..
 أستاذ الدراسات الإسلامية الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/
facebook
http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger