لا يتناطح عنزان لأن الناس لا يتفقون على رأي واحد، وقد أصبحت هذه القاعدة من بديهيات الحياة ، لكن المؤلم أن يتحول المختلفون بالرأي إلى أعداء، وقد حاول الكثيرون محاربة هذه الظاهرة وكان في مقدمتهم المفكر وعضو المجمع اللغوي وأحد كبار أعلام الصحافة المصرية ( أحمد لطفي السيد ) . اختلف هذا المفكر مع الزعيم الوطني مصطفى كامل (ت) سنة 1908 حول قضايا جوهرية تخص الشعب المصري، دافع كل واحد منهما عن مواقفه من خلال الصحيفة التي كان يصدرها، ودارت بين الاثنين معركة كلامية عنيفة، إلا أن لطفي السيد أزاح هذا الخلاف جانباً بعد وفاة مصطفى كامل المفاجئة واتخذ موقفاً أثبت من خلاله أن الخلاف في الرأي أسمى من أن يبعد ضمير صاحب الرأي من الطريق الصحيح، فبدلاً من التشفي بموت خصمه اللدود أرسل لطفي السيد كلمته الشهيرة الحكيمة (الخلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية) فقد نعى خصمه السابق بعنوان ( مأتم الوطن ) ، قال عن مصطفى كامل كان مجاهداً وطنياً لا شك في جهاده.
بهذا الموقف أرسى لطفي السيد قاعدة ومدرسة جديدة في التعامل بين من لا يتفقون على رأي واحد، لكن مرشد الإخوان المسلمين الحالي في مصر (محمد بديع ) لم يتعلم شيئاً من هذه المدرسة، فقد أصر على الاستمرار بالتلويح بالرايات الظلامية السوداء التي رفعها حزبه عندما أعلن عداءه القاطع لثورة الثالث والعشرين من يوليو التي حررت مصر من العبودية.
المرشد المذكور عاد واجتر من جديد الفتوى التي أصدرها الشيخ القرضاوي عندما جعل من نفسه بواباً للجنة كما كان يفعل الباباوات في العصور الوسطى، لقد اتهم المرشد (محمد بديع ) عبد الناصر بالكفر لأنه أتى بالاشتراكية مع العلم أن فتاواه وفتاوى القرضاوي حليفه تخالف الأحاديث النبوية الشريفة ، من بين هذه الأحاديث ” أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً فإن كان كافراً وإلا كان هو الكافر ” وهنالك حديث آخر يقول ” أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت إليه ” هذان الحديثان يكفران كل من اعتبر عبد الناصر كافراً.
لقد جعل عبد الناصر من جوهر الإسلام والدين ثورة روحية زمنية لتغيير حياة الإنسان ولتحقيق سيادته على الأرض لأنه أدرك أن ما يحتاج إليه المسلمون هو تحديث عقل المسلم وتجديد الفكر الإسلامي ، المؤسف أن غالبية عوام المسلمين لا يتعاملون بالعقل ولا يتعقلون بالفكر بل يتعلمون بالسماع ويتأثرون بالإشاعات وكثيراً ما ينفعل هؤلاء بشخصية يلحقونها بالتدين خطأ.
ويل لشعب مصر والعرب جميعاً من هذه الحركات الغارقة في الجهل، إنها لا تستطيع المساهمة الفاعلة في صناعة مستقبل هذه الأمة، إن رموز هذه الحركات يعتدون على التاريخ كل يوم من خلال إصدار فتاوى مضطربة تذهب عقول المواطنين، أخر هذه الاعتداءات نفذتها جحافل القرضاوي فقد إنطلقت هذه الجحافل من داخل فضائيات الفساد والتمويه والخلاعة وقامت بمهاجمة مشروع الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا سنة 1958، فقد أصر الشيخ على نبش التاريخ كي ينهش في الوحدة ويشكك في مواقف عبد الناصر والشعب السوري، ففي أحد خطبه التي ألقاها يوم 2/3/2012عن سوريا قال: إن الشعب السوري الذي سلم بلاده لعبد الناصر أيام الوحدة انتفض على عبد الناصر وأسقط استبداده يوم 28/9/1961 .
في الحقيقة إن هذا افتراء على التاريخ وعلى الشعب السوري وعلى عبد الناصر واستهانة بأرواح شهداء رووا تراب سوريا دفاعاً عن الوحدة، وفيه أسباغ صفات على مجموعة من الخونة لا يجوز لأحد أن يبرر فعلتهم، لقد قبض هؤلاء ثمن خيانتهم من علّة العرب الدائمة السعودية ومن الملك حسين في الأردن ، من بين هؤلاء الخونة عبد الكريم النحلاوي وحيدر الكزبري و عبد الكريم زهر الدين وأقطاب الشركة الخماسية وغيرهم.
كان مفجعاً أن يثني عالم ديني مثل القرضاوي على جريمة الإنفصال التي بترت أعضاء جسد دولة الوحدة وأجهضت أول وحدة عربية معاصرة، وحدة كانت غايتها وضع حد لاتفاقية سايكس بيكو، العار كل العار على هؤلاء الذي يستغلون منابر المساجد لإثارة الفتن وإباحة قتل الأبرياء ودعم الإرهاب والتهجم على أشرف الزعماء.
الشعب السوري لم ينتفض ضد الوحدة، وما قاله الشيخ افتراء لا يقبل التأويل لأن الأمر يتعلق بشعبٍ وليس بأشخاص وبوقائع وليس بآراء، لا أحد يستطيع السكوت على افتراء الشيخ القرضاوي لأنه انحراف أناس يعتبرون أنفسهم علماء، إلا أن هذا الشيخ الغارق في نعم أموال الخليج لم يضع حتى الآن علمه وقدراته في مكانها الصحيح.
إن ما تنتظره هذه الأمة أسمى بكثير من فتاوى القرضاوي ،التي شتتت عقول الناس وأبعدتهم عن الدروب التي تجمع وتوحد طاقاتهم وقواهم، كي يواجهوا أعداءهم الحقيقيين والتاريخيين الذي ينهبون ثروات الأمة ويستعبدون شعوبها في الرياض والكويت وقطر والبحرين والمغرب.
ماذا قدم الإخوان المسلمون في جميع الأقطار العربية لهذه الأمة منذ بداية طريقهم السياسي؟ لقد ساهموا بإطفاء شعلة جذوة القومية العربية حتى لا تكون سقفاً وطنياً حضارياً قادراً على صنع شعب عربي واحد كما هو الأمر في الهند والصين وفرنسا وإيطاليا وغيرها، ماذا قدموا لفلسطين ونكبتها غير الدسائس والفساد والتقاعس عن الجهاد، لا ينطبق عليهم اليوم سوى القول: ويل لأمةٍ إذا جهالها سادوا.
لا ترتاح هذه الأمة قبل أن يتم الفصل بين الدين ورجاله الذين يدعون تمثيله، الفصل بين الدين كعبادة توفر للإنسان الأمان الروحي الذي يحتاج إليه وبين التعاليم الذي رسمها الفقهاء في وقت من الأوقات بما يلائم متطلبات الحياة في زمنهم والتي يصر رجال الدين هؤلاء اليوم على أن يتبعها الناس في هذا الزمان.
بهذا الموقف أرسى لطفي السيد قاعدة ومدرسة جديدة في التعامل بين من لا يتفقون على رأي واحد، لكن مرشد الإخوان المسلمين الحالي في مصر (محمد بديع ) لم يتعلم شيئاً من هذه المدرسة، فقد أصر على الاستمرار بالتلويح بالرايات الظلامية السوداء التي رفعها حزبه عندما أعلن عداءه القاطع لثورة الثالث والعشرين من يوليو التي حررت مصر من العبودية.
المرشد المذكور عاد واجتر من جديد الفتوى التي أصدرها الشيخ القرضاوي عندما جعل من نفسه بواباً للجنة كما كان يفعل الباباوات في العصور الوسطى، لقد اتهم المرشد (محمد بديع ) عبد الناصر بالكفر لأنه أتى بالاشتراكية مع العلم أن فتاواه وفتاوى القرضاوي حليفه تخالف الأحاديث النبوية الشريفة ، من بين هذه الأحاديث ” أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلماً فإن كان كافراً وإلا كان هو الكافر ” وهنالك حديث آخر يقول ” أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت إليه ” هذان الحديثان يكفران كل من اعتبر عبد الناصر كافراً.
لقد جعل عبد الناصر من جوهر الإسلام والدين ثورة روحية زمنية لتغيير حياة الإنسان ولتحقيق سيادته على الأرض لأنه أدرك أن ما يحتاج إليه المسلمون هو تحديث عقل المسلم وتجديد الفكر الإسلامي ، المؤسف أن غالبية عوام المسلمين لا يتعاملون بالعقل ولا يتعقلون بالفكر بل يتعلمون بالسماع ويتأثرون بالإشاعات وكثيراً ما ينفعل هؤلاء بشخصية يلحقونها بالتدين خطأ.
ويل لشعب مصر والعرب جميعاً من هذه الحركات الغارقة في الجهل، إنها لا تستطيع المساهمة الفاعلة في صناعة مستقبل هذه الأمة، إن رموز هذه الحركات يعتدون على التاريخ كل يوم من خلال إصدار فتاوى مضطربة تذهب عقول المواطنين، أخر هذه الاعتداءات نفذتها جحافل القرضاوي فقد إنطلقت هذه الجحافل من داخل فضائيات الفساد والتمويه والخلاعة وقامت بمهاجمة مشروع الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا سنة 1958، فقد أصر الشيخ على نبش التاريخ كي ينهش في الوحدة ويشكك في مواقف عبد الناصر والشعب السوري، ففي أحد خطبه التي ألقاها يوم 2/3/2012عن سوريا قال: إن الشعب السوري الذي سلم بلاده لعبد الناصر أيام الوحدة انتفض على عبد الناصر وأسقط استبداده يوم 28/9/1961 .
في الحقيقة إن هذا افتراء على التاريخ وعلى الشعب السوري وعلى عبد الناصر واستهانة بأرواح شهداء رووا تراب سوريا دفاعاً عن الوحدة، وفيه أسباغ صفات على مجموعة من الخونة لا يجوز لأحد أن يبرر فعلتهم، لقد قبض هؤلاء ثمن خيانتهم من علّة العرب الدائمة السعودية ومن الملك حسين في الأردن ، من بين هؤلاء الخونة عبد الكريم النحلاوي وحيدر الكزبري و عبد الكريم زهر الدين وأقطاب الشركة الخماسية وغيرهم.
كان مفجعاً أن يثني عالم ديني مثل القرضاوي على جريمة الإنفصال التي بترت أعضاء جسد دولة الوحدة وأجهضت أول وحدة عربية معاصرة، وحدة كانت غايتها وضع حد لاتفاقية سايكس بيكو، العار كل العار على هؤلاء الذي يستغلون منابر المساجد لإثارة الفتن وإباحة قتل الأبرياء ودعم الإرهاب والتهجم على أشرف الزعماء.
الشعب السوري لم ينتفض ضد الوحدة، وما قاله الشيخ افتراء لا يقبل التأويل لأن الأمر يتعلق بشعبٍ وليس بأشخاص وبوقائع وليس بآراء، لا أحد يستطيع السكوت على افتراء الشيخ القرضاوي لأنه انحراف أناس يعتبرون أنفسهم علماء، إلا أن هذا الشيخ الغارق في نعم أموال الخليج لم يضع حتى الآن علمه وقدراته في مكانها الصحيح.
إن ما تنتظره هذه الأمة أسمى بكثير من فتاوى القرضاوي ،التي شتتت عقول الناس وأبعدتهم عن الدروب التي تجمع وتوحد طاقاتهم وقواهم، كي يواجهوا أعداءهم الحقيقيين والتاريخيين الذي ينهبون ثروات الأمة ويستعبدون شعوبها في الرياض والكويت وقطر والبحرين والمغرب.
ماذا قدم الإخوان المسلمون في جميع الأقطار العربية لهذه الأمة منذ بداية طريقهم السياسي؟ لقد ساهموا بإطفاء شعلة جذوة القومية العربية حتى لا تكون سقفاً وطنياً حضارياً قادراً على صنع شعب عربي واحد كما هو الأمر في الهند والصين وفرنسا وإيطاليا وغيرها، ماذا قدموا لفلسطين ونكبتها غير الدسائس والفساد والتقاعس عن الجهاد، لا ينطبق عليهم اليوم سوى القول: ويل لأمةٍ إذا جهالها سادوا.
لا ترتاح هذه الأمة قبل أن يتم الفصل بين الدين ورجاله الذين يدعون تمثيله، الفصل بين الدين كعبادة توفر للإنسان الأمان الروحي الذي يحتاج إليه وبين التعاليم الذي رسمها الفقهاء في وقت من الأوقات بما يلائم متطلبات الحياة في زمنهم والتي يصر رجال الدين هؤلاء اليوم على أن يتبعها الناس في هذا الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق