كتب ـ جون عبد الملاك | 26-03-2012 13:39
كشف أسقف بارز بالمجمع المقدس عن مشادة بين الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس والأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط وأحد القمم اللاهوتية، بسبب تمسك بيشوى بلائحة 1957 ورفضه تعديلها بدعوى أنها جاءت بالبابا شنودة، فى الوقت الذى يرى فيه أسقف سمالوط أن اللائحة لا تناسب عام 2012 ويجيب تعديلها. وقال الأسقف الذى حضر الاجتماع الخميس الماضى إن الأنبا بيشوى أبدى غضباً على مقترح بفنوتيوس، قائلا: "اللائحة لن تتغير واللى مش عاجبه يسيب الاجتماع ويمشى"، لكن أسقف سمالوط أصر على تسليم نسخة من مقترحه إلى أعضاء المجلس الملى لبحثه. وجاء فى المذكرة التى انفردت "المصريون" بالاطلاع عليها أن اللوائح الحالية لا تصلح للعصر الحالى ولا بديل عن تغييرها، وقدمت المذكرة مقترحًا متكاملا لحلول مؤسسية لغالبية المشاكل المثارة داخل الكنيسة، بداية من تنظيم العمل داخل المجمع المقدس وتحديد اختصاصات البابا وتنظيم عمل المجلس الإكليريكى وكيفية اختيار سكرتير المجمع وحفظ وثائقه ومضابطه، وأهم ما فيه تطرقه للمحاكمات الكنسية واختصاصات المجلس الملى، ودعت إلى تغيير لائحة اختيار البابا. وتطرق إلى رئاسة البطريرك "المقبل" للمجمع المقدس ما دام حياً وتنحيه قصراً عنها لو تدهورت الحالة الصحية أو أصابه الجنون بعد التأكد من ذلك، وعند رفضه لعقد المجمع مع طلب أكثر من نصف أعضائه، ومنه إلى التعرض "سكرتارية المجمع المقدس التى يقبع عليها الأنبا بيشوى"، مشيراً إلى ضرورة أن يكون مضى على سيامته كأسقف أو مطران خمس سنوات وخدمته ثلاث سنوات قابله للتجديد حال انتخابه، ويجب أن يكون على علم بالأحكام الكنسية وينتخب بالاقتراع السرى من بين ثلاثة مرشحين على الأقل. وطالب أسقف سمالوط لجان المجمع المقدس وأهمها لجنة حفظ مضبطة المجلس بحفظ كل حرف دار فى المجمع إلا لو طالب ثلثا أعضاء المجلس حذفها، كما اشترط أن يكون لها أمين سر يساعده أحد الخدام. كما شدد على ضرورة التزام لجنة الطقوس بكل ما يتعلق بأشكال وملابس الرتب حتى لا يتحول الأمر لكرنفال، وعلى لجنة الإيمان والتعليم تحديث تدريس التاريخ المسيحى ومراقبة كتب الإبراشيات والالتزام بالتوعية للشرح الأرثوذكسى. وبخصوص قرارات المجمع المقدس الذى ينعقد مرتين سنويًا مع بدء الصوم الكبير، وفى بداية السنة القبطية أو تبعا لمقتضيات الظروف إذا دعى لحضوره أكثر من ثلثى أعضاء المجلس والقرارات بأغلبية الثلثين أيضًا، وصوت البابا مرجحاً، فأكد على ضرورة أن ترتقى عن الميول الشخصية، وتساءل عن ماهية الطبيعة الكنسية للعقوبات التى لا يجب أن يكون القصد منها إهدار كرامة الشخص لأنها تختلف عن عقوبة القوانين، إذ تهدف لتنقيته من ذنوبه فى الأصل، ويفترض ألا تتصف العقوبة بصفة الدوام حال توبة المخطئ، وينبغى ألا تدخل تحت بند الانتقام بأى حال من الأحوال فيمكن أن ترفع بواسطة صاحبها الذى منح سر الكهنوت، والعقوبة الكنسية أساسها العدل والمساواة عند التطبيق ويجب فيها التطلع لأمارات التوبة إن وجدت ووضعها فى الاعتبار. وانتقد أيضا بعض أنواع العقوبات الكنسية مثل عقوبة القطع الدائم التى اعتبرها أشد من الموت، لأن الموت راحة للجسد أما تلك العقوبة فهى قطع عن حياة نورانية، ويجب ألا يتم إشهار هذا الأمر فى وسائل الإعلام حفاظا على كرامة الكنيسة ومنع التشهير بها، ونادى بعمل مجلس استشارى أعلى للكنيسة الأرثوذكسية كبديل للمجلس الملى الحالى لرعاية مصالحها الاقتصادية والاجتماعية. ورأت المذكرة أن لائحة انتخاب البابا وشروط الترشيح الصادرة منذ 1957 "عبثية للغاية"، ولا تصلح للوقت الراهن، فهى تنص على إشراك أعضاء المجلس الملى فى انتخاب البطريرك على الرغم من أن المجلس لا يتمتع بأى وجود قانونى له أصلاً، ويجب أن يكون من يود الترشيح زاهداً فى الترشيح ويرشحه رجال الإكليروس البالغ عددهم 4 آلاف، كلٌ عبر إبراشيته. كما هاجم ما يسمى بالقرعة الهيكلية لانتخاب البابا والتى أكد أنها هرطقة لا أساس لاهوتى لها، فيجب أن تكون القرعة على أساس كتابى تجعل من يختارون البابا ومن يرشحوه أصلا هم رجال الإكليروس. والقرعة الهيكلية يتم فيها اختيار أكثر ثلاثة أشخاص حصلوا على تصويت من المجمع المقدس والمجلس الملى ليتم عمل قرعة هيكلية لهم بوضع اسم كل منهم فى "سبت"، ويأتى طفل لم يبلغ الحلم ويتناول ويدخل غرفة مظلمة ليختار واحد منهم باعتبار أن يد الرب هى التى تختار. و"المصريون" تنفرد بنشر "جذور الأزمة العصيبة بين أسقف سمالوط مع البابا والأنبا بيشوى"، فبعد رسامة بفنوتيوس بسنوات قليلة بدأت الخلافات بين الأسقف الشاب والبابا بخصوص طريقة إدارته للإبراشية، حيث كان أسقف سمالوط مهتما ببناء مستشفى حديث فى مقر الإبراشية لعدم وجود مستشفيات فى بلاد الصعيد كلها على المستوى اللائق باعتباره كان طبيباً فى الأصل. ولكنه تم اتهامه من قبل بعض قيادات إبراشيته بأنه يخصص كل موارد الإبراشية لبناء المستشفى، وعليه تدخل البابا لفتح قنوات اتصال خلفية مع الكثيرين ليكونوا موالين له مباشرة وليضعف سلطة الأسقف داخل إبراشيته ضاربا عرض الحائط بضرورة استقلالية الإبراشيات. وقتها عارضه الأسقف بشكل علنى ورفض تدخله فى شئون الإبراشية، وهو ما شكل القطعية التامة بين إبراشيته وجميع مؤسسات الكنيسة الأرثوذكسية، ومن يومها لم يشارك فى جلسات المجمع المقدس ولم يكن عضواً بارزاً فى أى لجان كنسية أو حتى أى احتفالات أو مهرجانات حتى توفى البابا شنودة. وكان الاتصال بين بفنوتيوس وشنودة بواسطة وسيط وهو الأنبا "أرسانيوس" أسقف المنيا. ومع إثارة أزمة عزل الأنبا متياس، أسقف المحلة فى 2005، حضر أسقف سمالوط أول جلسة له فى المجمع بعد مقاطعته لسنوات عديدة. ولكم أن تعلموا أنه يتمتع بمحبة جميع أهالى سمالوط المسلمين قبل الأقباط بعد تأسيسه لمستشفى "الراعى الصالح" فى تلك المدينة، كما أنه من أشد المعارضين لفكرة إقامة الموائد الرمضانية التى يحضرها البابا ولا تستهدف الفقراء والمساكين إطلاقاً. ومن أبرز مواقفه التى سيكتبها التاريخ له بماء الذهب، موقفه من تيارات الإصلاح الكنسى حيث دخل فى مواجهات شديدة مع البابا والأنبا بيشوى من أجل الدفاع عن الحقوق المهدرة فى الكنيسة، ليكون الأسقف الوحيد الذى كسر حاجز الخوف وسط تيارات الخضوع التام من الجميع تحت تأثير الطاعة العمياء للبابا أو الخوف من بطش "بيشوى"، و كان لذلك أثره الكبير فى تشجيع بعض الأساقفة الآخرين ليفكروا فى التمرد على سلطات سكرتير المجمع المقدس. ونذكر فى هذا الصدد دوره فى أزمة المتنيح "القس صموئيل وهبة"، والذى تعرض فى أحد كتبه لأزمة، "تناول يهوذا ومشاركة فى العشاء الربانى من عدمه مع ترجيحه لمشاركته"، وهو ما أثار الأنبا بيشوى وهمس للبابا بضرورة إثارة هذا الأمر واعتباره بدعة، لينتهى الأمر بطرد مؤلف الكتاب من الكلية الإكليريكية لمحاكمته، ووقتها كان أسقف سمالوط أول من تحرك فرسم وهبة قساً فى يوليو 2003، لقطع أى طريقة لمحاكمته وليكون قساً يدخل تحت مسئولية أسقفية سمالوط فحسب. وكذلك رفضه لمحاكمة الأنبا متياس أسقف المحلة والتى أشعل رمادها الأنبا بيشوى، ولكن أسقف سمالوط نجح فى تغيير قرار تجريد أسقف المحلة لقبول استقالته حفاظا على كرامته، وكان الوحيد الذى لم يوقع على قرار قبول الاستقالة. |
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق