الجمعة، 18 فبراير 2011

الناشط أحمد ماهـر: خططـنا لإقالة العادلى فأجبرنا الرئيس على التنحى

أسفل أحد أعمدة الإنارة بميدان التحرير وبالقرب من إحدى الخيام البلاستيكية التى احتمى بداخلها معتصمو التحرير فى ليلة شديدة البرودة، التقت «الشروق» بمنسق حركة «شباب 6 إبريل»، إحدى المجموعات المنظمة لثورة 25 يناير، أحمد ماهر، ليحكى لنا كيف فكر هؤلاء الشباب فى الثورة، وهل كانوا يخططون لها فعلا؟

يقول ماهر إن «نجاح الثوار التوانسة فى الإطاحة برئيسهم زين العابدين بن على من سدة الحكم دفع النشطاء الشباب، المنتمون لتيارات سياسية مختلفة، للتفكير جديا فى الإعداد لاحتجاجات منظمة فى 25 يناير، بدلا من الفاعليات الساخرة التى كانوا ينوون تنظيمها «للتهكم من ممارسات رجال وزارة الداخلية فى عيدهم»، كما يقول ماهر.

«ثورة الياسمين دفعتنا للتفكير فى الاحتجاج ضد الفساد والفقر والبطالة بدلا من السخرية من الضباط خاصة أن الظلم تجاوز كل الحدود»، يوضح ماهر، الذى يبلغ من العمر 30 عاما.

حاول نشطاء ائتلاف شباب ثورة الغضب، التى تعتبر «6 إبريل» شريكا رئيسيا به، اختيار أماكن جديدة للتظاهر بعيدة عن مربع منطقة وسط القاهرة «المرصود أمنيا»، بحسب تعبير ماهر، الذى كشف عن تخطيطهم للخروج بمسيرات فى مناطق شعبية وفقيرة لحشد أكبر عدد ممكن من المحتجين.

اضطر ماهر للتوقف قليلا عن شرح خطة تنظيمهم لـ 25 يناير، ليحصل على ثمرة برتقال يوزعها عدد من الأطفال على المعتصمين فى الميدان، ثم استأنف حديثه قائلا: «حرصنا على الحفاظ على سرية المناطق المقرر انطلاق المظاهرات منها خوفا من إجهاضها من قبل أجهزة الأمن التى فوجئت بالحشود الضخمة فأصبح من الصعب السيطرة عليها».

لم يكن رحيل الرئيس مطلبا يسعى ائتلاف شباب ثورة الغضب لتحقيقه أثناء استعدادهم ليوم 25، بحسب ماهر، الذى قال «كنا نسعى لإقالة وزير الداخلية من منصبه وتنفيذ أحكام القضاء بصرف 1200 جنيه كحد أدنى للأجور».

ويعتبر نشطاء الائتلاف أنفسهم الدينامو المحرك لاحتجاجات 25 يناير، «المجموعات المشاركة فى الائتلاف متجانسة إلى حد كبير، وهى التى دعت لتنظيم الاحتجاجات، فى 25 يناير وجمعة الغضب يوم 28 والمظاهرات المليونية يوم الثلاثاء وجمعة الرحيل، على موقع الفيس بوك وحركتها ميدانيا»، يوضح ماهر.

وعلى الرغم من عدم تنسيقهم مع المجموعات الأخرى قبل 25 يناير، إلا أن ماهر شدد على ضرورة التنسيق لوضع سيناريوهات لمصر بعد تنحى مبارك عن منصبه، الجمعة الماضى.

«اقترح تشكيل وفد من الشباب وأعضاء جبهة دعم مطالب الثورة للتفاوض مع قيادات الجيش والتأكيد على ضرورة نقل السلطة للمدنيين»، يقول ماهر.

توزيع عدد من النشطاء للأغطية وبعض المواد الغذائية على عشرات الآلاف من المعتصمين الذين استعدوا لقضاء ليلتهم الـ12 فى الميدان، دفعنى للتساؤل عن مصدر تمويل الاعتصام، فقال ماهر ساخرا «أكيد مش بنوزع على المعتصمين كنتاكى». موضحا أنهم يجمعون مبالغ مالية صغيرة من بعضهم يوميا لشراء الأطعمة لبعض المعتصمين، فضلا عن التبرعات التى يقدمها رجال الأعمال الوطنيين».

وعن خطة عملهم اليومية لإدارة الاعتصام، قال «هناك اجتماع يومى للجنة العشرة التى شكلها الائتلاف نبحث فيه آليات تصعيد احتجاجاتنا ونعلم المعتصمين بقراراتنا عبر إذاعة شباب الثورة ونشطائنا المنتشرين بينهم فى الميدان».

وقبل إعلان مبارك قرار تنحيه، عكف نشطاء الائتلاف على وضع خطة لتصعيد احتجاجاتهم «لاحتلال» ميادين أخرى غير التحرير للاعتصام فيها ودعوة الجماهير للعصيان المدنى والدخول فى إضراب عام.

«تواصلنا مع العديد من القطاعات العمالية، التى احتجت فى وقت سابق، لحثها على الانضمام للاعتصام فى مواقع عملها، لسنا أوصياء عليهم لكن كنا نرغب فى ممارسة المزيد من الضغط»، يقول ماهر.

ولم يكتف نشطاء الائتلاف بوضع خطط التصعيد فى حالة استمرار مبارك، بل حرصوا على وضع سيناريوهات لما بعد رحيله، بحسب ماهر الذى أوضح «نطالب بتشكيل مجلس رئاسى مؤقت يضم مدنيين وعسكريين، وحكومة إنقاذ وطنية تضم جميع التيارات لتسيير أمور البلاد خلال فترة انتقالية، وإنشاء جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين».

نقلا عن الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger