الخميس، 3 مارس 2011

التحليل النفسى لعائلة الرئيس المخلوع


02/03/2011
ما هي الحالة النفسية لمبارك الآن ؟ وماذا عن سيدة مصر الأولي " سابقا " سوزان مبارك.. وكيف يفكر جمال فى مستقبله .. وما هو الموقف بالنسبة لعلاء وزوجته ؟.. كل ذلك يشرحه لنا د. أحمد عبد الله- أستاذ الطب النفسي- والذي يعطينا تحليلاً نفسياً لأسرة مبارك يلخصه في النقاط التالية....

المصدر:بوابة الشباب

* لو تحدثنا عن مبارك فنستطيع أن نقول أننا أمام شخص كان مدمناً للسلطة وعنده ثروة كبيرة ويبدو وكأنه الفرعون، فعندما يتم نزع كل هذا الملك منه فهذا بمثابة نزع روحه بصرف النظر عن قدرته على التحمل ودرجة عناده .. فلو كان جبلاً كان انهار، بجانب أنه كان لديه مرض التوحد الكامل مع كرسي السلطة وليس لديه عمل آخر يحسنه، فهذا معناه أنه وصل لمرحلة أعلي من الإدمان ، وهذا المرض هو سبب ما يقوم به القذافي في ليبيا من حمامات الدماء والمجازر التي يقوم بها، لأنه صعب جدا أن يكون شخص مثل مبارك في هذا المرض لمدة 30 سنة وفجأة تقول له امشي لأنه تعود على السلطة والثروة ، وابتعاده عن الحياة الملكية التي كان ينعم بها يجعله يفقد البريق ويموت موتأً بطيئاً ، لأنه يواجه إهانة كبيرة يستحقها وأثرها النفسي عليه كبيرة.
* علاج مبارك وخروجه من هذه الحالة النفسية السيئة لن يأتي إلا عن طريق حل واحد وهو عودته للمشهد مرة أخري ويكون جزء من الحالة التي توجد فيها البلد بدلا من أن يكون عدواً للثورة، فلو تقدم باعترافات عن ثروته وما له وما عليه وعلى أعوانه ومسئوليته عما حدث وما لم يكن في مسئوليته فسوف تتحسن نفسيته بشكل كبير، لأن ذلك قد يرجعه للمشهد مرة أخرى وبلغة الشارع يستطيع أن (يقش) الجميع، ولكنه طبعا لن يعود رئيساً .. ولكن على الأقل يتواجد، وهذا ثمنه أقل من لو كان بعيداً عن المشهد .
* أما عن زوجته وسيدة مصر الأولي " سابقا " سوزان مبارك فيمكن أن نقول أنها بعد كل هذا الهيلمان الذي كانت تعيش فيه فنفسيتها الآن مكسورة، وممكن تموت بحسرتها بعد البهدلة التي رأتها، فهي كانت ملكة متوجة ولازم الناس تخطب ودها وتتدخل في اختيار الوزراء ولكن ممكن أن تعود فتكون أما للمصريين بشكل مختلف لو أيضا لجأت إلي الاعتراف ورد الفلوس التي لديها لأنها لن تنفعها، فكراهية المصريين أكبر ضرر عليها بالطبع، كما أننا في هذه الحالة تخطينا الاكتئاب وأصبحنا في درجة أعلي.
* وأهم شئ يقال عن حالة سوزان أنها شخصيا يطبق عليها المثل الذي يقول( شبع من بعد جوع)، لأنهم كانوا في الأصل ناس عادية .. ومبارك فلاح ابن فلاح، ولكن بعد ذلك ولأنه كان فيه جوع من قبل فتجبروا، وكان لديهم قلق التغيير من حال إلي حال، وعندما تجد أن كل ما كانت فيه ينزع منها فهي مصيبة وتؤدي إلي الوفاة.
* أما عن جمال فهو شخص كان يمارس بالفعل السلطة ولكنه لم يتوج وكان ينتظر لحظة التتويج، ولكن فوجئ بأن هذا لم يحدث، وفي حالته فهو لن يدخل في المرحلة التي دخل فيها مبارك، بل بالعكس فهو الآن يفكر في كيفية استعادة السلطة حتى ولو بشكل غير مباشر عن طريق حزب مثلا أو اللعب من وراء الستار، لأنه هدفه كان كبيراً وكان يمارسه بالفعل.
* الوضع مختلف بالنسبة لعلاء فدوره كان غامضاً، وهو بشكل عام رجل غامض، ولا نعرف هل اكتفي بالبيزنس أم كان له دور في السياسة والسلطة، وبالتالي مصيره غامض .. وإن كان لا ينجو من مصير الباقين من نزع الملك.
* وبشكل عام نجد أن ديناميات العلاقة في الأسرة بها تلائم عال جدا بين أفرادها ، والكل يقول للآخر أنت السبب وكل واحد يرمي على الثاني الذنب وهذا معتاد في مثل هذه الظروف.
* ومهم جدا أن نعرف أنه في التركيبة النفسية للأسرة أنهم في حالة اختيار وليس إجبار، لأنهم وضعوا أنفسهم في كل ذلك بدون أن يدافعون عن أنفسهم .
* أخر نقطة نستطيع أن نتحدث عنها في التحليل النفسي لهذه الأسرة، أنه لو حدث ما حدث لهم لشخص آخر يصاب بالجنون، ولكن في هذه الأسرة لن يصاب أحد منهم بالجنون، والسبب في ذلك أنه بالرغم من كل ما حدث إلا أنهم كانوا يعرفون في أعماقهم أن كل ما هم فيه جاء اغتصابا وأنهم لم يكونوا جديرين بما هم فيه ، ويعلمون أن مصر أكبر منهم، وهذا يخفف عنهم، ويعتبر صمام أمان يمنعهم من الجنون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger