الخميس، 3 مارس 2011

التدخل الاجنبي في ليبيا : قطرة الدم أم قطرة النفط



(المصريون) 03-03-2011

يبهرنا الغرب يوميا بنظرياته وأفكاره ويكشف عن وجه قبيح غاية في السوء حيال العالم العربي والإسلامي ..فمن يوم لآخر يبدو للمشاهد البسيط أن نظرة الغرب لقضايانا نظرة سلبية ومصلحية مادية والقبض "كاش" ،أما النظريات الفاضلة عن حقوق الانسان والكرامة الأدمية والدفاع عن المظلومين فهي مكياج ضروري و زخارف من الأقوال لتزيين الصورة ليس إلا .نذكر هذا الكلام ونحن نتابع باهتمام وقلق بالغين التطورات العالمية و ردود الفعل الدولية حيال الثورة الليبية المباركة، فمن بين ما رشح حتى الآن من مواقف يبدو أن قطرة البترول الليبي تحضى باهتمام وخوف رهيب لدى الأسرة الدولية على حساب الدم الليبي الرخيص -في نظرهم طبعا- فبلوغ 3ألاف أو4ألاف قتيل حتى الآن لايشكل قلقا كبيرا ولا يوازي بأي حال من الأحوال الرجفة المفضوحة لقادة الغرب على أبار البترول المسيل للعاب، بل منهم من رأى أن لاضير في أن تكون هذه الدماء مطية لركوب طائرة التدخل الأجنبي ومن ثم الإستحواذ على الكنز الليبي من الذهب الأسود خالصا لا شية فيه..إذ كيف نفسر هذه العطالة في إدانة النظام الليبي الفاسد.وكيف نفسر هذا الجمود والارتباك المتعمد قصد ربح القليل من الوقت لإنضاج فكرة الحماية الدولية ومن ثم خلو الساحة من معكرات تفسد إقتسام الكعكة ،وكيف نفسر هذا التنسيق الخبيث في المواقف بين العواصم الكبرى لإيضاح الرؤية والدفع بمكر شديد لتوالد مزيدا من المبررات للتواجد الدولي على أرض ليبيا الشقيقة ..في الحقيقة الغرب من يوم لأخر يُفهمنا ويُفحمنا بأن لا قلق لديه على دمائنا وحقوقنا وكرامتنا بل قلقه كل قلقه إنما على مصالحه وامتيازاته، ومااحتفاظه بعلاقة الود والحيمية مع زعماء الاستبداد الذين رحلوا والذين هم على أبواب الرحيل إلى آخر دقيقة خير دليل على أن ما يسمى بالمجتمع الدولي في حقيقة الأمر مجتمع مصالح يعرف كيف يدير المعارك من بعيد لتصب دائما في مصلحة إقتسام العوائد والريوع البترولية والمنجمية في الوقت المناسب .

إن" قطرة الدم "الليبي العزيزة علينا جميعا لاتمثل بالنسبة للمجموعة الدولية سوى ورقة ضغط لمزيد من الإبتزاز سواءا على الديناصور معمر القذافي أو بالنسبة للسلطة المرتقبة التي تأتي على أنقاضه ولن نشك أبدا في أن ما يطبخ الآن في العواصم الكبرى كله يدخل في إطار رعاية "قطرة النفط "العزيزة عليهم ..فالحذر الحذر مما يحضر لليبيين من المجموعة الدولية المتشابكة المصالح التي لايهمها مصلحة الليبيين وحقن دماءهم بقدر لهفتها لنسج خيوط لعبة جديدة مع نظام جديد يتم من خلاله الابقاء على المصالح وزيادة النفوذ وإقامة قواعد عسكرية تحمي الامتيازات والشركات المتعددة الجنسيات .

شيء جميل أن رفض الليبيون جميعا التدخل الأجنبي المباشر إلابقد ما يشل حركة الديناصور وزبانيته، لكن الأجمل منه أن يتفطن الشعب الليبي للعبة الدولية التي تبكي دموع التماسيح على قطرة الدم وعينها اليمنى على قطرة النفط.

نراهن كثيرا على النخبة السياسية الليبية لأخذ العبرة من التجربة العراقية لاستلهام فكرة التخلص من الظالم المستبد بأقل خسائر في الأرواح والممتلكات من دون أن تغفل ما يُحضر في العالم الغربي من أفكار جهنمية للتدخل الأجنبي الأحمق الحالم بشل المنطقة العربية وفق مخطط الشرق الاوسط الجديد.



بقلم : قنيفي اليزيد
ولاية سطيف الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger