الخميس، 3 مارس 2011

التعديلات الدستورية


محمود سلطان (المصريون) 03-03-2011

انتهت اللجنة المكلفة بتعديل الدستور من مهمتها، وسلمت التعديلات إلى الجيش، وأعلن عنها المستشار طارق البشري في مؤتمر صحفي، ونُشرت تفصيلا في كل وسائل الاعلام.
من المفترض أن يجري نقاش عام بشأنها، وذلك قبل الاستفتاء عليها.. أقول "نقاشا" وليس "خناقة".. لأن ما سمعته على بعض الفضائيات.. وما كتب عنها في الصحف، لم يكن نقاشا وإنما خطاب متوتر وعصبي وبصوت عال.. أو بلغة تهكمية ساخرة.. تعكس ثقافة "رفض الحوار".. وإدارة الظهر لكل ما يأتي على غير ما نشتهي، وتسفيهه والاستعلاء عليه.
المصريون الذين يحملون جنسية أجنبية، أو متزوجون من أجنبيات، غاضبون من التعديلات لأنها حرمتهم من الترشح لمقعد الرئاسة.. وآخرون غاضبون لأسباب تتعلق بشروط الترشح واعتبروها قيودا لا تقل عن القيود التي وضعها مبارك في الدستور المفصل على مقاس نجله.
من حق الجميع، أن يناقش التعديلات.. يقبلها أو يرفضها.. سواء من خلال الحوار الوطني أو في الاستفتاء .. وليس من اللياقة أن يتناول الرافضون التعديلات بالسخرية والتي بلغت حد "الشتيمة" و"المعايرة" والادعاء بأن البرادعي ـ مثلا والذي حرمته التعديلات من الترشح ـ تلقى تعليما أفضل المستشار الكبير طارق البشري!.
وهي لغة استعلائية وتفترض بأن كل من تأمرك فهو أفضل من المصري.. حتى لو كان في وزن حجم واحد من أفضل المؤرخين المصريين الذين ظهروا خلال العقود الثلاثة الأخيرة!
هذه الوصاية والعجرفة والغطرسة التي تجاوزت نقد التعديلات إلى "شتيمة" رئيس اللجنة التي كلفت بهذه المهمة، تحملنا على الاعتقاد بأن المصريين الذين ظلوا في مصر وتحملوا الجوع والمرض والقمع والقهر طوال السنوات الماضية، هم أكثر ديمقراطية وتنويرا وعقلانية من هؤلاء الذين "يتمنظرون" علينا بجنسيتهم الأمريكية والتباهي بتعليمهم الأمريكاني أو الإنجليزي أو الفرنسي.
من حقك أن تعترض.. ولكن ليس من حقك أن تهين الناس.. المسألة لازالت قيد المناقشة ثم الاستفتاء عليها.. ولن يمنعك أحد من أن تقول "لا" أمام صناديق الاقتراع.. ولكن في النهاية عليك أن تحترم رأي الأغلبية حال أيدت التعديلات.. وأن تنزل عند رأيها وتحترمه.. وهذه هي الديمقراطية.. وإلا بتنا لا نستحقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger