الأحد، 27 فبراير 2011

مصر تخوض مرحلة انتقالية حاسمة بالنسبة للعرب في عملية محفوفة بالمخاطر


توقع مسؤولون دبلوماسيون كبار وخبراء انه اذا شهدت مصر، قاطرة العالم العربي، تطورا ديمقراطيا فقد يكون لذلك تاثير حاسم على مستقبل المنطقة التي تشهد زلزالا سياسيا، غير انهم يشددون على ان العملية محفوفة بالمخاطر.
وما ان رحل الرئيس حسني مبارك حتى توافد وزراء غربيون ومسؤولون كبار الى القاهرة لتشجيع السلطات الجديدة على الوفاء بما تعهدت به من اصلاحات رغم الصعوبات والعراقيل.
وقال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية المكلف الشؤون السياسية وليام بيرنز 'اننا على ثقة في قدرة مصر على انجاز انتقال ناجح سيكون نموذجا لبقية المنطقة. وهو امر بالغ الاهمية لا سيما ان العالم العربي يشهد تحولات عميقة'.
واضاف خلال زيارة الى مصر هذا الاسبوع 'اننا نعلم ان الطريق ستكون صعبة وانها بداية عملية انتقالية ديمقراطية معقدة'.
كذلك وصل الى القاهرة خلال الايام القليلة الماضية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون ووزيرا الخارجية الالماني والسويدي حاملين رسائل مشابهة.
وبعد ان فتحت تونس المجال امام انتفاضة العالم العربي اضفت عليها مصر وزنا ضخما.
وتعتبر مصر التي يتجاوز عدد سكانها الثمانين مليون، اكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، وتؤثر تطوراتها الداخلية والخارجية على المنطقة برمتها.
ففي عام 1952 كان لانقلاب 'الضباط الاحرار' بزعامة جمال عبد الناصر، القائد الرمز للقومية العربية، على النظام الملكي تأثير كبير على هذه المنطقة من العالم التي شهدت على الاثر تحولات كبرى.
لكن الاوضاع تختلف جدا من بلد عربي الى اخر حسب تاريخه وانظمته السياسية والاجتماعية وجغرافيته.
واقر الامين العام للجامعة العربية، المصري عمرو موسى بان التحولات لا تحدث اليوم بطريقة فردية فقط بل بطريقة تشمل العالم العربي كله وتطال كافة المواطنين العرب.
وقال روبرت مالي المتخصص في الشرق الاوسط في مجموعة الازمات الدولية، وهي هيئة مستقلة، 'يكفي النظر الى ما يجري في اليمن والبحرين وليبيا لرؤية ما يمكن ان يترتب عن نجاح' عملية مثل التي اطاحت بحسني مبارك. وافاد في دراسة بعنوان 'هل مصر منتصرة؟' ان 'خيبة الامل قد تكون ايضا معدية. الاطاحة بمبارك نجاح ضخم وما سينجم عنها سيكون له نفس التأثير الحاسم'.
لكن تطورات مصر ما بعد مبارك ما زالت غير محسومة. ويتولى الحكم في مصر المجلس الاعلى للقوات المسلحة المكون من عشرين لواء يقودهم وزير الدفاع واحد اكبر ركائز نظام مبارك المشير حسين طنطاوي. وقد اعلن هذا المجلس تعليق الدستور لحين تعديله وحل مجلسي البرلمان واصبح يحكم بالمراسيم.
من جانب اخر يثير تدهور الوضع الاقتصادي وضعف المعارضة العلمانية وقوة جماعة الاخوان المسلمين، المخاوف من تهديدات محدقة.
لكن الجيش تعهد ايضا باصلاحات ديمقراطية وانتخابات حرة واعادة الحكم الى المدنيين بعد بضعة اشهر.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون خلال نقاش اجرته مباشرة على الانترنت مع مواطنين مصريين 'علينا ان نكون جميعا سعداء لرفع بعض العراقيل التي كانت تعيق تبلور الديمقراطية في العالم العربي'.
لكنها اعربت عن 'الامل في ان لا تصادرها عودة الدكتاتورية او التطرف او اي سبب اخر'.
المصدر: القدس العربى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger