الخميس، 12 أبريل 2012






وفاة أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة





الجزائر- توفي احمد بن بلة اول رئيس للجزائر المستقلة الاربعاء عن 95 عاما، ليغيب واحد من الكبار الذين اطلقوا شرارة الثورة على فرنسا، من دون ان يمنع ذلك من زجه في السجن نتيجة الخلافات بين اركان الثورة الجزائرية.

وناضل هذا الرجل "الشجاع والمشاكس" بحسب اقاربه، حتى السنوات الاخيرة من عمره عندما واجه مشاكل صحية عديدة بسبب تقدمه في السن.

ولد الرئيس بن بلة في 25 كانون الاول-ديسمبر 1916 بمدينة مغنية "غرب" من عائلة مزارعين وواصل تعليمه الثانوي بمدينة تلمسان وادى الخدمة العسكرية سنة 1937.

كان من الزعماء الكبار الذين انضووا تحت لواء حركة عدم الانحياز الى جانب الثوري الكوبي فيدل كاسترو والزعيم المصري جمال عبد الناصر والهندي جواهر لال نهرو والصيني ماو تسي تونغ.

ولم يبق لفترة طويلة رئيسا للجزائر رغم فوزه في الانتخابات في 16 ايلول-سبتمبر 1963 ليصبح اول رئيس للجمهورية الجزائرية، فقد اطاح به نائبه وزير الدفاع هواري بومدين في 19 حزيران-يونيو 1965 واودعه السجن.

وقال محمد بن الحاج واضع سيرته الذاتية ان "بن بلة لم يتوقع بان يتعرض للخيانة من قبل بومدين".

واضاف ان "بن بلة اودع السجن في ظروف قاسية خصوصا بين عامي 1965 و1969. ومنع حراسه من التحدث اليه وكان يتلو القرآن بصوت عال ليستمع الى صوته". وتابع "كانت الغاية من ذلك دفعه الى الانتحار".

وتحسنت معنويات بن بلة بعد ان تزوج في السجن في 1971 من الصحافية زهرة سلامي وتبنيا ابنتين مهدية ونورية. وفي وقت لاحق تبنى صبيا مصابا بشلل رباعي يبلغ اليوم 32 عاما يقيم في اسبانيا.

وظل بن بلة معتقلا حتى العام 1980 الى ان اصدر الرئيس الجديد الشاذلي بن جديد عفوا عنه وبعد اطلاق سراحه انشأ في فرنسا الحركة الديمقراطية بالجزائر.

ويكون بن بلة بذلك امضى 24 سنة ونصف سنة في السجن: 16 سنة منها في عهد هواري بومدين وثماني سنوات في ظل الاحتلال الفرنسي.

وتأثر بعمق بأحداث 8 ايار-مايو 1945 تاريخ انطلاق الثورة، فانضم الى الحركة الوطنية عبر حزب الشعب الجزائري.


واصبح بعد ذلك مسؤولا عن المنظمة الخاصة حيث شارك في عملية مهاجمة مكتب بريد وهران عام 1949 بمعية حسين آيت أحمد ورابح بطاط.

والقي القبض عليه سنة 1950 في العاصمة وحكم عليه بعد سنتين بالسجن سبع سنوات. ثم هرب من السجن في اذار-مارس 1952 ليلتحق في القاهرة بآيت أحمد ومحمد خيذر حيث شكلا فيما بعد الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني.

وقبض عليه مرة أخرى في تشرين الاول-اكتوبر 1956 خلال عملية قرصنة جوية نفذها الطيران العسكري الفرنسي ضد الطائرة التي كانت تنقله من المغرب نحو تونس برفقة أربعة قادة آخرين لجبهة التحرير الوطني "بوضياف وبطاط وآيت أحمد ولشرف".

واطلق سراحه سنة 1962 حيث شارك في مؤتمر طرابلس الذي تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. وفي 19 حزيران-يونيو 1965 عزله مجلس الثورة وتمت الاطاحة به.

وبقيت علاقاته بفرنسا قوية وفور اطلاق سراحه في 1980 اختار المنفى في فرنسا حتى سنة 1990.

عاد بن بلة الى الجزائر بعد انتخاب عبد العزيز بوتفليقة في 1999، ودعم سياسته لاجراء مصالحة وطنية مع الاسلاميين وتولى في 2007 منصبه الرسمي الاخير وهو رئاسة مجموعة الحكماء في الاتحاد الافريقي المكلفة الوقاية من النزاعات وتسويتها. "ا ف ب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


Locations of Site Visitors
Powered By Blogger