لن نحس ابدا بمدى ما يعانيه اصحاب السلطة والمنتمين اليها من مشاعر سلبية تجاه هؤلاء الاولاد والبنات الذين علت اصواتهم على مدار الايام القليلة الماضية لفرض ارادتهم لاسقاط النظام واحداث التغيير والمطالبة باصلاحات ومازالوا مصممين الى الان للمطالبة بكامل حقوقهم وارجو ان يستمروا فى ذلك بعزيمة صادقة وبدون ملل لان المتعاملين معهم من اليوم الاول لم تتغير نظرتهم او نظريتهم فى طريقة التعامل معهم ابدا والتى بدئت بمنع الانترنت ثم اطلاق المجرمين عليهم لايذائهم ثم سجب الشرطة بزيها التقليدى و عودتها متنكرة فى صورة شرطة سرية لتكمل مخطط الايذاء والذى كان لتخويفهم ولاختبار قوة ارادتهم والذى نجح فيه الشباب بدرجة عالية جدا جعلت الطرف الاخر يقدم تنازلاته بالقطارة كما قيل ولكن الملاحظ خلال الاحداث يجد ان جهة ما تعمل على ان يكون الوضع فى كل الاحوال تحت السيطرة فى الجذب قبل الشد لان التوجه فى كل الاحوال لم يتغيير وهو توجه امنى وامنى جدا بل ومنتهى الامنى لماذا لان هذا الامنى هو التفكير الوحيد الذى يستطيعه اصحاب السلطة ومدمنيها وهو توجه يمكن ان يقبل فى الحالات التى تستدعيه اما ان يصبح اسلوب دائم للحياه وللتعامل مع جيل جديد له افكار وتوجهات مختلفة فهذا مستحيل ...انظروا لما فعلته الحكومة التى قيل انها لتصريف الاعمال انها تقريبا من نفس الاشخاص واسلوبها وفكرتها للتعامل مع الشعب لم تتغير فبينما البلد كلها تريد تغيير كل شىء و طالبت بأسقاط النظام الذى تعامل مع الشعب طوال الوقت على انه غير موجود وليس لرأيه اى قيمة وان كل ما يهمه رغيف العيش وكوب الشاى والعلاج لانه يرضى بقليله وان هذه هى احتياجته الاساسية التى يبحث عنها ولايريد سواها و ان الديمقراطية والحرية ليست من بين اهتماماته وان اغلبية من خرجوا للشارع بهذه الاعداد خرجوا من اجل الرغيف والشاى والعلاج ( من لديه هتاف بهذا المعنى يعلمنى به )
خروج هؤلاء يعنى رفضهم ان يتجاهلهم احد او يستعبطهم احد او يستخف بهم احد وهم على استعداد للخروج مرات اخرى ان ا ستشعروا ذلك من احد ...انه السلطة و ادمانها الذى يجعل اصحابها يتصرفون بنفس المنطق حتى مع تغير جميع الظروف ...ولعل التغير الوحيد الذى فكروا فيه هو تغيير بعض الاشخاص فى الحكومة و لامانع من تغير كل الحكومة ولكن بأشخاص اّخرين خرجوا من عباءة الحكومة كالوزراء السابقين العائدون للحديث عما جرى وما يمكن ان يجرى ومع احترامى لهم الا انهم اخدوا فرصتهم من قبل و انهم اخذوا ايضا ختم النظام فى سنوات سابقة ولا يجوز تسويقهم مرة اخرى عبر القوات التى يقال انها مستقلة والتى فهمنا الان لماذا سميت مستقلة والى مازالت محافظة على وعودها لمن اعطوها فى السابق تراخيص العمل ...محافظة حتى فى اخراج الصورة للمشاهد بالطريقة القديمة من طريقة اجلاس الضيوف ...السلطة ادمان ومن ادمن اللعب فى الحجرات المظلمة داخل نفوس البشر لايمكن ان يتخلى عن العابه بسهولة ...تغيرا اّخر بدء السعى لاحداثه وهو لعبة الاحزاب الجديدة والتى من المفترض ان يكون الشباب من طليعتها وموسسيها فقد بدئت بوادر تكوين الاحزاب الاصلاحية من الاسبوع الماضى ومن الشباب ايضا ومن الجيل الثانى من عاشقى السلطة ومدمنيها ومنهم ابناء الاستاذ فلان الذى كان قبل ايام الباشا فلان (لان كلمة الباشا اصبحت كلمة مبتذلة وسيئة السمعة فى العهد الجديد ) ...الوقت يلعب دورا اساسيا فى كل ما يتم الترتيب له واهم شىء فى نهاية الامر ان يكون كله تحت السيطرة وان ما يقدم من اصلاحات او تعديلات لابد ان يأخذ ختم السلطة التى لعبت ضربة البداية وتريد ان تسيطر على مجريات اللعب طوال الوقت وتسيره حسب هواها
لااتشائم الحمدلله ولكنها مخاوف لااستطبع دفعها وانا احاول قراءة المشهد الحالى دون ان امنع نفسى من القلق وعدم الاطمئنان وهو شعور وجدته لدى غيرى كثيرين فرأيت ان اخرج جذءا منه هاهنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق